ألف ابن حجر العسقلاني رسالة بعنوان ” تبيِين العَجبِ بما وردَ في فضل رجب ” أورد فيها أحاديث ما بين ضَعيف وموضوع، وذكر أنه لا يوجد حديث صحيح خاصٌّ بفضل الصيام أو الصلاة في شهر رجب بالذات، ونص عبارته: لم يرد في فضل رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه … حديث صحيح يصلح للحجّة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ.
وذكر حديث” رجب شهر الله وشعبان شهري، ورمضان شهر أُمّتي “كما ذكر حديث” خيرة الله من الشهور شهر رجب وهو شهر الله من عظَّم شهر رجب فقد عظَّم أمر الله، ومن عظَّم أمر الله أدخله الله جنات النّعيم، وأوجب له رضوانه الأكبر ، وشَعبان شهري، فمن عظّم شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظّم أمري كنتُ له فرطًا وذخرًا يوم القيامة، وشهر رمضان شهر أمّتي ، فمَن عظَّم شهر رمضان وعظَّم حُرمتَه ولم ينتهِكْه وصام نَهاره وقام ليلَه وحفِظ جوارِحَه ـ خرَج من رمضان وليس عليه دَين يطلبه الله تعالى به .
قال البيهقي : هذا حديث منكر. ” قلت ” أي قال ابن حجر : بل هو موضوع ظاهر الوضع، بل هو من وضع ” نوح الجامع ” وهو أبو عصمة الذي قال عنه ابن المبارك لما ذكره لوَكيع : عندنا شيخ يقال له أبو عصمة كان يَضع الحديث، وهو الذي كانوا يقولون فيه:(نوح الجامع) جَمع كل شيء إلا الصِّدق. وقال الحنبلي : أجمَعوا على ضعفه ” الإسلام ـ العدد 30 ، 31 من السنة الثالثة .