حديث ” اسألوا الله بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم ” قال عنه ابن تيمية في كتابه ” الوسيلة ” ص129 ” إنه كذِب.
ومن يدعو ويقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيِّك أو بجاه أحد من الصالحين. قال العلماء: إن عبارته تحتمل القسم، أي الحلف بجاه النبي، والقسم بغير الله ممنوع، وتحتمل أن تكون الباء للسببية، أي بسبب نبيِّك، فإن كان المراد بسبب حبِّي لنبيك والإيمان به فلا غُبار عليه، لأن حبَّ النبي والإيمان به عمل صالح تقرب به الداعي إلى الله، فهو وسيلة لثوابه ورضاه، قال تعالى:( يا أيُّها الذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ) (سورة المائدة : 35) كما دعا المحبوسون في الغار ربَّهم بصالح أعمالهم فاستجاب دعاءهم ونجَّاهم، وإن كان المراد بسبب ذاته أو منزلته من الله ووجاهته عنده فقد احتدم الخلاف بين العلماء في جوازه ومنعه .
ففريق ينكره لأن مجرّد الجاه لا يُعطي الشفاعة، وعلى رأس هؤلاء ابن تيمية، وفريق يُجيزه بالنسبة للنبي دون غيره، ومنهم العِزُّ بن عبد السلام، واستدلوا بحديث الأعمى الضَّرير الذي أمره النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أن يدعوَ الله بقوله:” اللهم إني أسألك وأتوجُّه إليك بنبيِّك محمد نبي الرحمة” فردَّ الله عليه بصرَه، رواه الترمذي والنسائي والطبراني بأسانيد صحيحة.
ومناقشة الأدلة تطول، ويمكن الرجوع إليها في الجزء الثاني من كتاب ” بيان من الأزهر الشريف.