يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين :ـ
حديث “جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم” ضعيف عند أهل الحديث ، قال البزار : لا أصل له وكذلك قال عبد الحق الإشبيلـي ، وممن ضعفه الحافظ ابن حجر وابن الجوزي والمنذري والهيثمي وغيرهم .
وظن عامة الناس أن هذا الحديث ثابت عن رسول الله ﷺ جعلهم يطردون الأطفال من المساجد وينكرون على من يحضرهم إلى المساجد وهذا موقف غير صحيح .
والحق أن الإسلام اعتنى بالأطفال ، وأمر الآباء والأولياء بأن يأمروا أبنائهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين . وإن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد .
ولقد كان الأطفال يحضرون إلى المسجد في عهد الرسول ﷺ وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد بل إن النبي ﷺ قطع خطبته وحمل الحسن والحسين ، لما دخلا المسجد فرآهما يعثران في ملابسهما فحملهما .
فعلينا أن نقتدي برسول الله ﷺ وأن نعود أطفالنا على ارتياد المساجد بدلاً من بقائهم في الأزقة والحارات عرضة لفساد الأخلاق وسوء الرفاق . انتهى كلام الشيخ
نحن مأمورون بأن نعود أولادنا منذ الصغر على الصلاة والصيام وسائر أعمال الخير، حتى إذا بلغوا حد التكليف كانت ممارستها سهلة عليهم، كما يندب تدريبهم على الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع في نفوسهم ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات في المساجد، لكن بضمان ألا يكون في دخولهم المسجد تشويش وعبث، أما ترك الأطفال يعبثون بدون رقابة فهذا لا يجوز ، لأن المحافظة على نظافة المساجد وتوفير الجو الهاديء الذي يليق بمكانة المساجد ، ومساعدة المتعبدين على أداء عبادتهم في خشوع هو من أصل وروح الدين .