قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) [سورة البقرة :62 ]
لا يفهم من الآية أن الأصناف المذكورة لها الثواب الوارد في آخر الآية ،فقد قال بعض العلماء :الآية منسوخة ،وقال آخرون :المقصود بمن ثبت على إيمانه بدخوله الإسلام ،لأنه بدخوله الإسلام ثبت على الإيمان الصحيح،والعقيدة السليمة،أما من ثبت على عقيدته السابقة ،فليس من أهل الجنة إلا أن يشاء الله تعالى.
قال الإمام القرطبي في جامعه عقب تفسير الآية :
روي عن ابن عباس أن قوله: “إن الذين آمنوا والذين هادوا” الآية منسوخة بقوله تعالى : “ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه” [آل عمران: 85] الآية.
وقال غيره: ليست بمنسوخة.
وهى فيمن ثبت على إيمانه من المؤمنين بالنبي عليه الصلاة والسلام.
ويقول الإمام ابن كثير :
والمقصود أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الآخر وهو الميعاد والجزاء يوم الدين وعملت عملاً صالحًا ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين ، فمن اتصف بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ولا هم يحزنون .انتهى