ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الكافر مخاطب بفروع الشريعة فهو مطالب بالصلاة والزكاة والحج فمثل هذه الأعمال واجبة عليه لكنها لا تصح منه لعدم إسلامه، ولكن ما يقدمه من سائر القربات من صلة الأرحام والصدقة وإكرام الضيف وصدقه وأمانته فلا ثواب عليها في الآخرة لأن المكافأة في الآخرة على الأعمال لا يكفي فيها العمل فحسب وإنما لا بد أن يقترن الأمر بتوحيده سبحانه وعدم الإشراك به قال سبحانه “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا” الكهف آية: 110.
ولكن ما يقدمه من سائر القربات يطعم بها في الدنيا ويوسع في رزقه وعيشه.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
اختلف الفقهاء فيما يفعله الكافر من أعمال البر ثم يسلم , هل ينفعه عمله السابق أو لا ينفعه
والأصل في ذلك ما رواه { حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله , أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة ومن صلة رحم فهل فيها من أجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير } . قال الحربي : معناه ما تقدم لك من الخير الذي عملته هو لك . وقال المازري : ظاهر الحديث أن الخير الذي أسلفه , كتب له , لكن ابن حجر نقل عن المازري رواية أخرى في مكان آخر وهو أن الكافر لا يصح منه التقرب , فلا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في شركه . . . وتابعه القاضي عياض على ذلك .

واستضعف النووي رأي القائلين بعدم الثواب وقال: الصواب الذي عليه المحققون بل نقل بعضهم فيه الإجماع أن الكافر إذا فعل أفعالا جميلة كالصدقة وصلة الرحم ثم أسلم ومات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له , وقد جزم بما جزم به النووي إبراهيم الحربي وابن بطال وغيرهما من القدماء , والقرطبي وابن المنير من المتأخرين .

أما ما فعله الكافر من أعمال البر ثم مات على كفره , فقد أجمع العلماء على ما قال النووي على أنه لا ثواب له في الآخرة وإنما يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها) .