رغَّب الشرع المسلمين وحثهم على المسارعة إلى الخيرات في هذه الأيام الفاضلة المباركة، ومن الأشياء التي رتب الأجر الجزيل عليها إفطار الصائمين، والمراد بإفطار الصائم هو إطعامه حتى الشبع،وهذا من شأنه تقوية أواصر الترابط في المجتمع الإسلامي ، وجعله بنيانا واحدا ويجعل المسلمين على قلب رجل واحد.
يقول الشيخ محمد صالح المنجد :
عن زيد بن خالد الجهني قال : قال ﷺ : ” مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ” .
رواه الترمذي وابن ماجه ، وصححه ابن حبان .
قال شيخ الإسلام : والمراد بتفطيره أن يشبعه . أ.هـ الاختيارات ص 194 .
وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات .
وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ، منهم الحسن وابن المبارك .
قال أبو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ،إن وجد من يأكل معه أكل و إلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : كما قال النبي ﷺ : ” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ” رواه مسلم ، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .أهـ