توزيع التركة في الحياة قبل الأجل أمر يصنعه بعض الناس، وهو في جانب منه قد يكون لا بأس به، بمعنى أن الرجل يفرز حصص أبنائه قبل موته، ويجعل لكل واحد منهم ما يليق به ويصلح له؛ فلا حرج في ذلك، على ألا يكون فيه –باليقين وبكل تأكيد- نوع من الحيف ومحاولة الظلم.. فمثلاً رجل يملك أرضاً زراعية، ويملك بنايات في المدينة مثلاً، وعنده أبناء يعيشون في المدينة، وأبناء يعيشون في القرية؛ فلا مانع من أن يعرف قيمة الأرض وقيمة البنايات، ويوزعها على أبنائه، ويخص الأبناء الذين في القرية بالأرض الزراعية، والذين في المدينة بالبنايات.
ونؤكد مرة ثانية على ألا يكون في هذا نوع من التحايل لتمييز البعض عن الباقين.. ونقول: إن الرجل في هذه الحالة لا يسمى موزعاً لميراثه؛ لأن الإنسان في حال صحته، نعني قبل مرض الموت، من حقه أن يتصرف في أمواله كيف يشاء، ولكن حينما يكون التصرف لأبنائه ينبغي أن يكون بالسوية والعدل فهذا واجب شرعاً.
والذي ننصح به جميع الآباء هو ألا يتعجلوا في تمليك أبنائهم في حياتهم، وإذا بدا لهم أن يعرضوا نوعاً من التقسيم أو التوزيع، فينبغي أن يكون هذا مجرد وصية ونصيحة للأبناء، وأن يكون بمعرفتهم ومشورتهم. والله يهدي إلى سواء السبيل.