المعاصي غير المكفرة لا يسوغ معها تأديب الزوجة زوجها، وعلى هذا فتقصير الزوجة في حق زوجها بسبب معاصيه خطئ ، وعليها أن تستغفر الله وتتوب إليه، ولا ترد شيئا تجده في حياتها من الشرور والآلام إلى تقصيرها نحوه فضلا عما تجده من خير وتوفيق، وعليها أن تستمر في طاعة الله عزوجل وعبادته، والله يوفقها بإذنه ويغفر لها.

هل يجوز للزوجة هجر زوجها في الفراش ومعاقبته بسبب معاصيه

ينبغي على الزوجة أن تصبر وتحاول معالجة حال زوجها. ومن ذلك اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء له بالهداية، ثم طرق كل السبل التي تؤدي إلى رجوعه إلى الحق والصواب، وتخبره بأن ترك الصلاة والسير في المعاصي أمور خطيرة يخشى عليه منها عقوبة الله تعالى إذا لم يبادر بالتوبة منها، لأنه إذا سار على تلك الحال، فإنه بذلك يضيع حياته وحياة الأسرة كلها، وذلك لأن الأب إذا كان صالحاً اقتدى به أولاده وأثر فيهم بما ينعكس على البيت جميعاً بالدين والخلق الحسن، وتلك مسؤولية عظيمة عليه القيام بها، لقول الحق سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) {التحريم: 6}.

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه يقول النبي : “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته”.

أما إن كان الأب غير مستقيم ولا مبال بأمور الدين، فإنه بذلك يشقي نفسه ويهلك أهل بيته إن اتبعوه في سلوكه، نسأل الله العافية.

نصيحة لكل راع يسترعيه الله رعية

ندعو كل من استرعاه الله رعية إلى أن يتقي الله تعالى في نفسه وفي رعيته، ونقول للزوجة إن تاب زوجك واستقام فذاك، وإن أصر على ما هو عليه من العصيان والتفريط في الحقوق الواجبة عليه، فلا بأس عليها في طلب الطلاق.
– قال رسول الله : “ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً ، يموتُ يومَ يموتُ ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ”.


وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ كلَّ أَحَدٍ جَعَلَه اللهُ تعالى راعيًا ومَسؤولًا على رَعِيَّةٍ ويَشمَلُ ذلك الرَّجُلَ في بيتِه والمرأةَ في بيْتِها، فقصَّر في حَقِّ رَعِيَّتِه، ولم يَرْعَهَا ويَنصَحْ لها، فضَيَّعَ حُقوقَها الدِّينيَّةَ والدُّنيويَّةَ؛ فعُقوبتُه عند اللهِ شَديدةٌ، وهي: ألَّا يَشَمَّ رائحةَ الجنَّةِ التي تُشَمُّ مِن مَسافةِ سَبعينَ سَنَةً، كما عند أحمدَ، وفي روايةٍ عنده: مائة عامٍ، وهذا يدُلُّ على بُعدِه عنها وعدَمِ دُخولِه إيَّاها، وإنْ كان مِن أهلِ التوحيدِ فيَدخُلُها بأحدِ أسبابِ دُخولِها: كالتَّطهِيرِ بالعذابِ، أو المَغفرةِ، أو غَلَبَةِ الحَسَناتِ.

-وقال رسول الله : “كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ”

ثم لتعلم الزوجة أنه قد أتت ذنبا بهجرانها فراش زوجها، وذلك لأن تفريط الزوج في حقوق الأسرة وارتكابه للذنوب غير المكفرة لا يسوغ للزوجة الامتناع عن فراشه، فعليها بالتوبة والاستغفار.