نجّى الله بني إسرائيل من فرعون وملئه ومن عذابهم المهين، العذاب عادة آلام جسدية كالضرب والحرق والأغلال. والمهين، الذي فيه آلام نفسيه، وكانوا يعذبون بني إسرائيل عذابا مهينا أي عذابا جسديا ونفسيا بإذلالهم وإهانتهم، وهذا نرى له شبيها الآن عند الكثير من الذين تفرعنوا حيث يؤذون الذين آمنوا بعذاب جسدي وعذاب نفسي.
عاليا أي مستعليا متكبرا، من المسرفين أي الذين جاوزوا حدودهم في معنى العبودية لله تعالى؛ فجعلوا أنفسهم آلهة من دون الله.
ولقد اخترناهم على علم على العالمين المقصود بنو إسرائيل أي نعلم من هم؟ وما هي جبلتهم؟ وما هي أخلاقهم؟ وآتيناهم فوق هذا من الآيات البينات، والدلالات الواضحات، مثل فرق البحر وتفجير الماء من الحجارة، وإنزال المن والسلوى وتظليلهم بالغمام ونتق الجبل ثم الآيات التي جاءت عذابا لفرعون وملئه.
والبلاء المبين أي الاختبار الشديد الذي يحتاج إلى صبر على المصائب، وشكر على النعم.. ومع هذا الاختيار لبني إسرائيل وتفضيلهم على العالمين، ومع الآيات القاطعة التي تخشع لها القلوب وتخضع العقول ويدين بها لله تعالى كل مؤمن عاقل.. مع كل هذا كان بنو إسرائيل شرّ الشعوب بكفرهم وقتلهم الأنبياء وخيانتهم للعهود والمواثيق، وتزوير كتب الله تعالى وتبديلها وتحريفها.