-ملخص ما قاله المفسرون في هذا الموضع هو : أن قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } تعليل لما أمرن به من طاعات ، ولما نهين عنه من سيئات .

-والرجس في الأصل : يطلق على كل شئ مستقذر . وأريد به هنا : الذنوب والآثام وما يشبه ذلك من النقائص والأدناس .

-قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير:

قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّركم تَطْهِيراً } .

متصل بما قبله إذ هو تعليل لما تضمنته الآيات السابقة من أمر ونهي ابتداء من قوله تعالى : { يا نساء النبي من يأت منكن } [ الأحزاب : 30 ] الآية . فإن موقع { إنما } يفيد ربط ما بعدها بما قبلها … فالمعنى أمَركن الله بما أمر ونَهاكُنّ عما نهى لأنه أراد لكُنّ تخلية عن النقائص والتحْلية بالكمالات، وهذا التعليل وقع معترضاً بين الأوامر والنواهي المتعاطفة . أهـ

قال الفخر الرازي في تفسيره:

قوله تعالى : { لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهّرَكُمْ } فيه لطيفة وهي أن الرجس قد يزول عيناً ولا يطهر المحل فقوله تعالى : { لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس } أي يزيل عنكم الذنوب ويطهركم أي يلبسكم خلع الكرامة . أهـ

 .