يقول الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك أستاذ الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود:
ثبت عن النبي ﷺ أنه كان إذا أراد أن ينام ينفث في يديه بسورة الإخلاص والمعوذتين، ثم يمسح بهما وجهه وما استطاع من بدنه، ثم لما مرض كانت عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك بيديه، وجاء في حديث أبي سعيد في قصة اللديغ الذي رقاه أحد الصحابة بسورة الفاتحة، فجعل يتفل ويقرأ وينفث بسورة الفاتحة، فشفي وقام يمشي وكأن لم يكن به قلبه، وقد شرط عليه قطيعاً من الغنم، ثم إن الصحابة سألوا رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال لهم، وما يدريك أنها رقية.
وهذا يقتضي أن الرقية لا تحصل بمجرد إسماع القرآن وإسماع التعويذات والدعوات واستماعها، بل لا بد مع القراءة من نفث الراقي على المريض، والنفث هو نفخٌ مع شيء من الريق، فهو بين التفل والنفخ، وهذه الأشرطة يمكن أن يستعان بها في تعلم ما تكون به الرقية من الآيات والدعوات، ولا بد أن تكون هذه الأشرطة صادرة عن ثقات معروفين بالعلم والصلاح والأمانة، والبعد عن الخرافات والخيالات والتخيلات.
والرقية الشرعية والحمد لله ميسرة، فيمكن أن يرقي الإنسان نفسه ويرقيه أخوه وقريبه، ويرقي الرجل زوجته والمرأة زوجها، والرقية من باب الإحسان إلى الغير، قال ﷺ: “من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه”، وقال: “اعرضوا علي رقاكم فإنه لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً”، فالرقية الشرعية لا بد أن تكون بالآيات القرآنية والأدعية المأثورة والمباحة، ولا يجوز أن تكون بألفاظ لا يدرى ما معناها، فإن هذا مدخل للرقى الشركية، فيجب الحذر من ذلك.