ترجمة أسماء الله تعالى إلى لغات غير العربية مندوب إليها ، بل قد تصل إلى حد الوجوب ، إن كانت طريقا لمعرفة الله .
والله تعالى رب العالمين ، وقد أرسل الرسل لقومهم لدعوتهم إلى توحيد الله تعالى ، وقد كان النبي يبعث إلى قومه خاصة بلسان قومه ليفهموا كلامه ، ولكن الله تعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم للعالمين ، وهذا يعني أن الإسلام دين يجب أن يعرض على الناس جميعا باختلاف ألسنتهم ، وبالتالي فيشق على الناس جميعا أن يتحدثوا باللغة العربية ، وليس هناك من الدلائل الشرعية ما يوجب أن يقرأ الإنسان شيئا باللغة العربية إلا القرآن، بل إن الفقهاء أجازوا ترجمة معاني القرآن الكريم باختلاف اللغات ، وهي قد تصل إلى حد الوجوب إن كانت سبيلا لعرض الإسلام ، لأن عرض الإسلام فرض واجب،وما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب.
ومن الإيمان بالله معرفة الأسماء والصفات ، ولا يلزم أن تكون باللغة العربية ، بل بكل لغة ، شريطة أن يكون القائم بترجمتها عالما بمعانيها ، حتى ينقلها صحيحة إلى اللغات الأخرى.
والمسلم مطالب أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء بأسمائه وطلبه بصفاته ، فلا تكون اللغة مانعا في ذلك ، فهو يدعو ربه بقلبه قبل لسانه ، كماأن في ترجمة معاني الإسلام وقواعده وأصوله ، في العقيدة والفقه والتفسير وغيرها من العلوم الشرعية تطبيقا لعالمية الرسالة الإسلامية .

وتقول اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية
تجوز ترجمة أسماء الله لمن لا يعرف اللغة العربية بلغتهم إذا كان المترجم بصيراً للغتين، كما يجوز أن تترجم لهم معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتفهيمهم الدين.أ.هـ