طرد الشياطين من البيوت:
ولكن من السنة تحصين الأطفال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبِي ﷺ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحسينَ ويقول إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بها إِسماعيل وإسحاق: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ. رواه البخاري والنسائي وابن ماجة.
ومعنى: ” إن أباكما ” يريد إبراهيم عليه السلام، وسماه أبا لكونه جدا علي.
ومعنى: “بكلمات الله”، قيل المراد بها كلامه على الإطلاق، وقيل أقضيته، وقيل ما وعد به كما قال تعالى: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) والمراد بها قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض).
والمراد بالتامة: الكاملة، وقيل النافعة، وقيل الشافية، وقيل المباركة، وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب، قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي ﷺ لا يستعيذ بمخلوق.
و قوله: (من كل شيطان) يدخل تحته شياطين الإنس والجن. قوله: (وهامَّة) واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل: كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام، وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء، وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات.
وقوله: (ومن كل عين لامَّة) أي مؤذية، وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء.
وفي سنن أبي داود والترمذي وابن السني، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: “أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبهِ وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ” قال: وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمهنّ مَنْ عقل من بنيه، ومَنْ لم يعقل كتبه فعلقه عليه. قال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن السني: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ” فقالها، فذهب عنه. ورواه أحمد والحاكم في المستدرك، وهو حديث حسن بشواهده.
من أسباب أذى الشياطين للأطفال:
وفي رواية للبخاري : ” خمروا الآنية ، و أوكئوا الأسقية، و أجيفوا الأبواب، و اكفتوا صبيانكم عند المساء؛ فإن للجن انتشار وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت “.
فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين وتعليم من يعقل من الأبناء قراءة آية الكرسي والمعوذتين ” قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ” وأما الطفل الذي لا يعقل فيضع المسلم يده على رأس الطفل أو صدره ويعوذه بما كان يعوذ إبراهيم عليه السلام بنيه وكذلك آية الكرسي والمعوذتين.
علاج بكاء الأطفال إذا لم يكن بهم مرض عضوي:
وإذا ما تكررت الخوف والفزع فينبغي رقية والد الطفل وأمه لأنه قد يكون الأب أو الأم مصابة بالمس فيتأثر به الطفل.