يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين :ـ

إن القراءة في الصلاة، وكذلك الأذكار المطلوبة في الصلاة كالتكبير والتسبيح ونحوهما لا بد فيها من التلفظ، ولا يحسب منها شيء ، ولا تكون مجزئة حتى يحرك المصلي لسانه ويتلفظ بها، وأقل ذلك أن يسمع المصلي نفسه.

قال الإمام النووي رحمه الله :[ اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها واجبة كانت أو مستحبة لا يحسب شيء منها ولا يعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع لا عارض له ] الأذكار للنووي ص 10 .

وقال الإمام النووي أيضاً موضحاً معنى الإسرار في الصلاة وأقله :[ وأدنى الإسرار أن يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع ولا عارض عنده من لغط وغيره، وهذا عام في القراءة والتكبير والتسبيح في الركوع وغيره والتشهد والسلام والدعاء، سواء واجبها ونفلها لا يحسب شيء منها حتى يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع ولا عارض، فإن لم يكن كذلك رفع بحيث يسمع لو كان كذلك لا يجزيه غير ذلك هكذا نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب ] المجموع 3/295 .

ويدل على ذلك أننا قد أُمرنا بقراءة القرآن في الصلاة كما قي قوله تعالى :( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ ) وكما في قوله عليه الصلاة والسلام في حديث المسيء صلاته :( ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ) ، والقراءة لا تسمى قراءة حتى يتلفظ بها ويحرك اللسان ، وأقل ذلك أن يسمع الإنسان نفسه ، فإن لم يفعل ذلك فلا تسمى حينئذ قراءة، وقد أجاز أهل العلم للجنب وللحائض وللنفساء تمرير القرآن على القلب دون قراءته ، وهذا يدل على أنهما أمران مختلفان لأن قراءة الجنب والحائض والنفساء لا تجوز .