يقول فضيلة الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى –
مما اختص الله به الأمة الإسلامية؛ أنه جعل الأرض كلها مسجدا، فأينما أدركت الإنسان الصلاة؛ صلى، وما دامت الأرض قد خصصها صاحبها للصلاة وصلى الناس فيها؛ صارت مسجدا وله أحكام كل المساجد، وتكون الصلاة فيه أفضل من الصلاة في أية بقعة أخرى من الأرض، والمساجد نفسها بينها تفاضل، وأفضلها المسجد الحرام بمكة؛ لأن الصلاة فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه، ثم مسجد المدينة؛ لأن الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه، ثم المسجد الأقصى؛ لأن الصلاة فيه بخمس مائة صلاة ،وفى كل ذلك وردت الأحاديث.
أما باقي المساجد فهي سواء في الثواب، وبعض العلماء قال: المسجد الكبير أولى من المسجد الصغير للصلاة. وقال البعض: المسجد البعيد أولى؛ لكثرة الخطى إليه وكل ذلك خلاف في الأفضلية.
أما الصلاة في أي مسجد منها، فهي صلاة صحيحة لا غبار عليها، وتقام فيها الجماعات والجُمَع والأعياد، وغيرها على رأى الجمهور الذي يسوي بين المساجد في صحة الجمعة، لا فرق بين القديم والجديد.
وإذا أراد صاحب العمارة هدمها، فما يزال المسجد ملكا لله، ويبنى من جديد ولا يخرَّب، ولا ينتفع فيه في غير الصلاة.