بلا شك إنَّ الأمومة تأخذ مساحة من وقت الأم، والعناية بالطفل تستحوذ على قلبها، ولكن هذا كله لا يمنع من التنسيق والترتيب، ولعل حداثة المرأة في هذا الأمر وعدم وجود من يوجهها، يحدثا عندها هذا الاضطراب.

فعليها أن تجلس مع نفسها وتنظم أمورها وترتب مواعيدها بما فيها أوقات الرضاعة للطفل، وكذلك أوقات قضاء حاجته حتى يكون نظيفًا، وأوقات نومه ويقظته.. وفي ظل ذلك الترتيب فبإذن الله سبحانه وتعالى سوف تكون مؤدية لحق ربها وحق نفسها وبيتها، وبذلك تجمع الخير كله طاعة الله وذكره، علاوة على أجر تربية المولود والصبر على ما هو عليه.

ونرجو ألا تغفل كل زوجة في هذا كله عن حق زوجها والعناية به والابتسامة في وجهه، وحسن ملاقاته، وحسن ارتداء الثياب والعطر الذي يسعده حتى يبقى البيت كله في سعادة بإذن الله سبحانه وتعالى.

إنشغال المرأة بالتربية عن ذكر الله:

يقول الله جل وعلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون:9]، فبين الله سبحانه وتعالى أن من لهى عن ذكر الله خسر الدنيا والآخرة، وذكر الله يشمل كل ما أمر به جل وعلا.

فلا يجوز للعاقل ولا ينبغي له أبدا أن ينشغل عن ذكر الله، وعليه أن ينشغل بما ينفعه في الدنيا والآخرة، وأن يحرك هذا اللسان وهذا القلب وهذه الجوارح بطاعة ربه سبحانه وتعالى وذكره، وذكر الله لا يمنعه من حاجات الدنيا، يذكر الله وهو في البيع وفي الشراء، يذكر الله وهو في كل حاجة في عمله في زراعته في تجارته في بيته مع أولاده في كل وقت هو ميسر للمسلم بحمد الله بقلبه ولسانه.

الغفلة عن طاعة الله:

على المؤمن عندما يتذكر حق الله عليه، وعندما يتبصر في خطر الغفلة ينشط قلبه بذكر الله، وينطلق لسانه وتنطلق جوارحه، ومتى غفل انتبه فذكر الله عز وجل وسارع إلى الخيرات وابتعد عن السيئات، والإنسان تعتريه الغفلات، والشيطان حريص عليه لكن يجب على المؤمن أن يحذر، وأن يبادر إلى طاعة الله ورسوله، وأن يبتعد عن أسباب الغفلة غاية جهده، ومتى صدق في ذلك أعانه الله ويسر أمره، يقول الله سبحانه وتعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119]، فمن صدق مع الله يسر الله له كل خير.

الإنشغال باللهو واللعب عن ذكر الله:

إذا انشغل الإنسان بماله وولده عن ذكر الله خسر وهي من المباحات.

-فكيف بالذي ينشغل بمعاصيه عن ذكر الله؟

-كيف بمن ينشغل بالملاهي والمعاصي والغيبة والنميمة واللعب الفارغ وغير ذلك، حتى يسهر على ذلك، وتضيع صلاة الفجر، و تضيع الصلوات، وحتى تضيع فروضا كثيرة، كل ذلك بما حرم الله لا بما شرع الله، فالأمر عظيم وخطير.

-فإذا كان المشغول بالتجارة التي أباحها الله أو مشغول بأولاده في أمور تتعلق بحاجاتهم ومطلوب منه ذلك ، لكن لا ينشغل بهم عن طاعة الله مع هذا يكون خاسرا لو ألهته عن ذكر الله؟