الزيوت لا تمنع وصول الماء إلى البشرة ، فلا تمنع صحة الوضوء ، وأما الشحوم وما شابهها كالشمع أو طلاء الأظافر وكل ما له جرم فيمنع وصول الماء إلى البشرة ، فلا يصح معه الوضوء ولا بد من إزالته أولا ، وإلا كان الوضوء باطلا ، وبالتالي تبطل الصلاة ، ويجب إعادتها.

يقول الشيخ معوض مبروك عباس :

من المعلوم أن الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة، ومن شروط صحة الوضوء عموم البشرة بالماء الطهور، حتى قال بعض الفقهاء: إنه لو بقي مقدار مغرز إبرة لم يصبه الماء من المفروض غسله لم يصح الوضوء، ومن شروط صحته كذلك إزالة ما يمنع من وصول الماء إلى الجسد، حتى يمكن أن يعم الماء جميع البشرة التي يفترض غسلها، وقد مثل العلماء والفقهاء لذلك المانع بالشمع والشحم لأنهما يستران البشرة، ويحولان دون وصول الماء إليها، ومن ذلك أيضا العجين ، فإنه يمنع وصول الماء إلى البشرة، وشبيه ذلك ما تضعه السيدات على أظافرهن (كالمانوكير) ما دام له جرم.

أما الزيوت فإنها سوائل لا تستر البشرة، ولا تحول دون وصول الماء إليها، ولذلك فإن وجودها لا يؤثر في صحة الوضوء، ومثلها مثل الحناء لا تمنع وصول الماء إلى البشرة.

والقاعدة في ذلك : أن كل ما له جرم فإنه يمنع وصول الماء إلى البشرة فلا يصح معه الوضوء أو الاغتسال، ولابد من إزالته، وما ليس له جرم فوجوده لا يضر، لأنه لا يمنع وصول الماء إلى البشرة.

والأصل في ذلك قوله تعالى: “يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين”
فلابد أن يصل الماء إلى جميع أعضاء فرائض الوضوء.