كان الرسول ﷺ لا ينام بعد صلاة الصبح لأن الله بارك لهذه الأمة في بكورها، كما في الحديث : “اللهم بارك لأمتي في بكورها”، ولذلك نص الفقهاء على كراهة النوم بعد صلاة الفجر.
ثبت أن النبي ﷺ دعا ربه أن يبارك لأمته في البكور، كما روى ذلك أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه، أنه ﷺ مر على ابنته فاطمة رضي الله عنها وهي مضطجعة وقت الصباح، فقال لها: “يا بنية قومي اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس” رواه البيهقي. وقال ﷺ في حديث رواه الطبراني في الأوسط: “باكروا الغدو -أي الصباح- في طلب الرزق، فإن الغدو بركة ونجاح” ولذا قد نص الفقهاء على كراهة النوم بعد صلاة الفجر، وممن نقلوا ذلك الإمام السفاريني في (غذاء الألباب شرح منظومة الآداب) حيث يقول:
كراهة النوم بعد الفجر والعصر:
يكره نومك ـ أيها المكلف ـ بعد صلاة الفجر؛ لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق، فلا ينبغي النوم فيها، فإن ابن عباس رضي الله عنهما رأى ابناً له نائماً نومة الصبحة، فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟!!
وعن بعض التابعين أن الأرض تعج من نوم العالم بعد صلاة الفجر، وذلك لأنه وقت طلب الرزق والسعي فيه شرعاً وعرفاً عند العقلاء.
وفي الحديث: “اللهم بارك لأمتي في بكورها” رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما. أ.هـ.
فحاصل ما ذكر العلماء في النوم بعد صلاة الصبح أنه مكروه، ويستثنى من تلك الكراهة من يفعله من أجل سهره لقيام الليل أو نحوه.