جاء في كتاب عظماء الإسلام للأستاذ محمد سعيد مرسي:
القائد صلاح الدين الأيوبي هو يوسف بن أيوب بن شاذي ، كنيته أبو المظفر، ولقب بالملك الناصر.
ولد سنة 532هـ في تكريت إحدى قرى الأكراد بشمال العراق ،انتقل مع أبيه نجم الدين وعمه أسد الدين شيركوه إلى بعلبك، وعين أبوه واليا عليها.

حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة والحديث والفقه واللغة العربية والطب وأنساب العرب.
أسند إليه السلطان نور الدين محمود رئاسة الشرطة في دمشق، فطهرها من اللصوص والمفسدين، وأعاد الأمن في ربوع الشام .

أرسله نور الدين مع عمه أسد الدين شيركوه قائد جيوش الشام للدفاع عن مصر وطرد الصليبيين منها.
طرد صلاح الدين الصليبيين من مصر وتولى عمه الوزارة، ثم تولاها هو بعد موت عمه.

أعلن صلاح الدين انتهاء الحكم الفاطمي الشيعي بعد موت الخليفة الفاطمي العاضد وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة وقضى على الفتنة الداخلية.
بعد وفاة نور الدين محمود نجح صلاح الدين عام 581هـ في توحيد مصر والشام وشمال العراق واليمن تحت قيادته.

كان الجهاد وتحرير البلاد من الصليبيين هو شغله الشاغل فأمر العلماء والخطباء بالحديث عن الجهاد والتضحية في سبيل الله، وكان يشرف بنفسه على التدريبات، ويشترك مع الجنود في بناء القلاع والحصون.

كان لا يضحك ويقول كيف أضحك والأقصى أسير
عقد هدنة مع الصليبيين بعد الاعتداء حتى يتمكن من إعداد جيشه للمعارك الفاصلة معهم.
خرج من دمشق وعكسر بجيشه في مكان يسمى رأس الماء بالقرب من قرية حطين بطبرية ونادى بالنفير والجهاد فتدفق إليه المجاهدون من كل البلاد الإسلامية وتجمع له الصليبيين ونجح في الاستيلاء على موارد المياه بالمنطقة في صباح يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583هـ وكان اليوم شديد الحرارة فحاصر الصليبيين وأشعل النار في الحشائش اليابسة من تحت أقدام الصليبيين فاشتد عطشهم وقتل منهم 30000 وأسر مثلهم ثم استدعى أرناط الحاكم الذي سب النبي صلى الله عليه وسلم واعتدى على الحجاج والقوافل التجارية فقتله.
بعد معركة حطين اتجه صلاح الدين لتحرير بيت المقدس من أيدي الصليبيين بعد احتلاله 91 سنة وانتزعه من أيديهم بعد قتال عنيف في ذكرى الإسراء والمعراج عام 583هـ.

ما لبث صلاح الدين أن حرر طبرية وعكا وصيدا وبيروت وغزة ونابلس وعسقلان وبقية المدن من دنس الصليبيين.
عرف عنه التسامح في معاركه مع الأسرى وغيرهم، وكان يعطي الأمان لمن يريده، ويسير رجاله من الشرطة في الشوارع لمنع أي اعتداء على النصارى، وأمر رجاله بالبحث عن ابن امرأة صليبية زعمت أن الجنود خطفوه فأحضروه لها.

اهتم بالإصلاحات في مصر، فنشطت الحركة العلمية في عصره، وأخرج المخطوطات من الخزائن، وأقام سوقا في القصر لبيع الكتب وأنشأ المستشفيات وبنى القلعة فوق جبل المقطم لتكون حصنا لمصر، وأقام في مصر 24 سنة.
كان على بطولته رقيق النفس والقلب، رجل سياسة وحرب، بعيد النظر، متواضعا.
ترك مصر إلى سوريا وأقام فيها 19 سنة بنى فيها مدارس ومستشفيات.
توفى رحمه الله بدمشق عام 589هـ عن 57 عامًا.

أقرأ المزيد :

صلاح الدين الأيوبي وأخلاق الفرسان
صلاح الدين الأيوبي ومعركة حطين الفاصلة
د. علاء النهر: “لين ﭘـول” أنصف صلاح الدين الأيوبي من الأساطير الغربية
الدولة الأيوبية من صلاح الدين إلى توران شاه
معركة حطين أحداث ونتائج