المعاملة بالمعروف بين الزوجين:

احترم الإسلام شعور المرأة من خلال عدة مظاهر، ليعاملها زوجها على ضوئها معاملة كريمة، ومن أهم مظاهر هذه المعاشرة التي تتصل بإحساسها وشعورها :‏ ‏1 -‏ صون اللسان عن رميها بالعيوب التي تكره أن تعاب بها ، سواء أكانت خِلقية لا تملك من أمر تغييرها، أم كانت خُلقية لها دخل فيها كتباطؤ في إنجاز العمل ، أو غير ذلك ، فالله نهى بوجه عام عن السخرية والهمز واللمز والتنابز بالألقاب والسباب. ‏2 –‏ لا ينبغى الاشمئزاز وإظهار النفور منها ، ولتكن النظرة إليها بعينين لا بعين واحدة ، فكما أن فيها عيوبًا فيها محاسن ينبغي ألا تغفل وتنسى، والله سبحانه يقول {‏فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}‏ النساء :‏ ‏19 ، والحديث يقول كما رواه مسلم “لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر” . ‏3 -‏ عدم ذكر محاسن غيرها من النساء أمامها بقصد إغاظتها ، فليس أقتل لشعور المرأة من ذلك وبخاصة إذا كانت هذه المرأة ضرتها أو جارتها أو لزوجها صلة بها أيًا كانت هذه الصلة اللهم إلا إذا كان يقصد بمدح غيرها تأديبها وتوجيهها لتكون مثلها .‏ ‏4 -‏ حفظ أسرارها وبخاصة ما يكون من الأمور الداخلية التى لا يعرفها إلا زوجها .‏ يقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفض إليه ثم ينشر سرها”.‏ ‏5 – نداؤها بلفظ يشعر بكرامتها مثل :‏ يا أم فلان ، والعرف مختلف فى ذلك .‏ ‏6 –‏إلقاء السلام عليها عند دخول البيت ، لإيناسها واطمئنانها ، ففى حديث الترمذى وصححه “يا بنى ، إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكن سلامك بركة عليك وعلى أهل بيتك ” .‏

معاشرة الزوج لزوجته:

يقول الدكتورأحمد عمر هاشم : لقد حدد الله سبحانه وتعالى المعاشرة الزوجية؛ حيث قال سبحانه : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ) وكلمة حرث معناها المكان الذي يشبه الأرض التي تحرث وتزرع وتنبت وتخصب، وفي آية أخرى (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ)، أي أنه لا يجوز معاشرة الزوجة إلا في الموضع الذي أمر الله به وجعل فيه الإخصاب، والحمل، أما غيره فلا يصح أن يعاشرها فيه. وللزوج أن يستمتع بزوجته بنحو لمس أو تقبيل؛ شريطة أن لا يستغل في ذلك المواضع التي يغريه الشيطان بأن يخالف المكان الذي أمره الله أن يأتي زوجته فيه. ومن الأمور المهمة التي ينبغي مراعاتها عند الجماع ( آداب الجماع ) :1- إخلاص النية لله عز وجل في هذا الأمر، وأن ينوي بفعله حفظ نفسه وأهله عن الحرام وتكثير نسل الأمة الإسلامية ليرتفع شأنها فإنّ الكثرة عزّ ، وليعلم أنه مأجور على عمله هذا وإن كان يجد فيه من اللذة والسرور العاجل ما يجد، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن النطفة فقال: ( أرأيتم لو وضعها في الحرام، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم 2-أن يقدِّم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله ويقبلها . 3-أن يقول حين يأتي أهله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإن قضى الله بينهما ولدا ، لم يضره الشيطان أبدا ) رواه البخاري4-يجوز إتيان المرأة في قبلها من أي جهة شاء ، من الخلف أو الأمام شريطة أن يكون ذلك في قُبُلها وهو موضع خروج الولد ، لقول الله تبارك و تعالى : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ)  البقرة 223. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحولا ! فنزلت : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج) رواه البخاري 5-لا يجوز بحال من الأحوال أن يأتي الرجل امرأته في الدبر، قال الله عز وجل: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ومعلوم أن مكان الحرث هو الفرج وهو ما يبتغى به الولد ،وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة ومقارفة لما تأباه طبائع النفوس السوية .  6 –إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود إليها فليتوضأ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءًا، فإنه أنشط في العَوْد) رواه مسلم. وهو على الاستحباب لا على الوجوب. 7- يجب الغسل من الجنابة على الزوجين أو أحدهما في الحالات التالية : -التقاء الختانين: لقوله صلى الله عليه وسلم: ” إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ ( وفي رواية : مسّ الختان الختان ) فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل . رواه أحمد ومسلم، وهذا الغسل واجب أنزل أو لم يُنزل . ومسّ الختان الختان هو إيلاج حشفة الذّكر في الفرج وليس مجرّد الملاصقة . – خروج المني و لو لم يلتق الختانان: لقوله صلى الله عليه وسلم : ” إنما الماء من الماء ” رواه مسلم .  8 – يجوز لمن وجب عليه الغسل أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة، لكن يستحب له أن يتوضأ قبل نومه استحبابًا مؤكدًا لحديث عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (نعم، ويتوضأ إن شاء) رواه ابن حبان 9 –يحرم إتيان الحائض حال حيضها لقول الله عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة 222. ، ويجوز له أن يتمتع من الحائض بما دون الفرج . 10-  يجوز للزوج العزل إذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي ، إذا أذنت الزوجة لأنّ لها حقّا في الاستمتاع وفي الولد ، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا . رواه البخاري . 11-  يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية، بل هو من شر الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم .