يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
ورد في الأحاديث الصحيحة الأمر بأن يصلي المصلي إلى جدار أو سارية أو سترة ولو عصا يغرزها أمامه ليعلم أنه يصلي ، وورد في أحاديث صحيحة النهي عن المرور بين يدي المصلي والأمر بمدافعة المار لإرجاعه حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه ) رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم، وظاهر النهي والوعيد أن ذلك حرام.
وفي رواية للبخاري زيادة : ماذا عليه من الإثم ، وقيد أكثر العلماء ذلك بالمرور بين يدي المصلي إلى سترة وأن من قصر في ذلك لا يحترم بترك المرور بين يديه وجوبًا ، والظاهر أن ذلك ممنوع على كل حال قصر المصلي أم لم يقصر ، وما بين يدي المصلي: هو ما بين موقفه وسجوده وهو نحو ثلاثة أذرع وقد أخذوا هذا القيد من أحاديث وردت فيه .
وأما قطع الصلاة وبطلانها إذا مر بين يدي المصلي مار : فقد وردت فيها روايات في أشياء مخصوصة ولم يأخذ بها الجمهور وورد أنه يقي من بطلانها أن يكون بين يدي المصلي سترة مثل آخرة الرحل ، فينبغي للمسلم أن يصلي إلى سترة وأن لا يمر بين يدي مصلٍّ مطلقًا .