الصلاة على لمن يلبس خاتماً أو ساعةً من مال حرام صحيحة إن اكتملت شروط صحتها ؛ لأن الجهة في الحكم على صحتها منفكة عن جهة تحريم المال المكتسب عن طريق الحرام .
يقول الدكتور حسام الدين عفانة أستاذ الفقه بجامعة القدس:
إن الصلاة صحيحة لمن فعل ذلك وهو مذهب جمهور أهل العلم .
والمصلي آثم لأنه اكتسب المال بطريق محرم وعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويرجع إلى طريق الحق والصواب وأن يعيد الحقوق إلى أصحابها، وعلى هذا المصلي أن يتذكر قول الله تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) .
فالصلاة ليست مجرد حركات رياضية يقوم بها الإنسان بل يجب أن تترك الصلاة آثاراً إيجابية في سلوك المصلي ومنهجه في الحياة ، فإذا كـان يصلي ويكسب ماله من طريق حرام ويرتكب المحرمات فإن صلاته لن تنفعه يوم القيامة وإن أداها في الـدنيا، وينطبق عليه ما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :( أتـدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال رسول الله ﷺ : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يعطي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه فطرح في النار ) رواه مسلم . فلا بد للصلاة أن تكون عاملاً رادعاً عن ارتكاب المحرمات .