قال تعالى: ( قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ).
وفي هذا التحريم صون من الشريعة لحياة الإنسان من مداهمة الأمراض له، لأن اللحوم التي تكون غير مذكاة تضر الجسد لا تفيده، وقد بحث المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء اللحوم الموجودة في أوربا، وقد انتهى إلى أن الأبقار والدواجن لا تذبح بطريقة شرعية؛ وبالتالي لا يحل أكلها، وأن الأغنام والعجول الصغيرة تذبح بطريقة غير مخالفة للشريعة الإسلامية، وبالتالي يحل أكلها.

جاء في فتاوى المجلس ما يلي:

ناقش المجلس باستفاضة تامة هذا الموضوع المهم الذي أثار كثيراً من الجدل والخلاف حول مدى شرعيته، وتوصل إلى ضرورة حرص المسلمين على الالتزام بشروط التذكية كما جاءت بها الشريعة الإسلامية، إرضاءً للرب سبحانه، ومحافظة على شخصيتهم الدينية مما تتعرض له من أخطار، وصوناً لأنفسهم من تناول المحرمات.
وبعد استعراض طرائق الذبح المتبعة وما يتضمنه الكثير منها من مخالفات شرعية تؤدي إلى موت عدد غير قليل من الحيوانات، لا سيما الدجاج، فقد قرر المجلس عدم جواز تناول لحوم الدواجن والأبقار، بخلاف الأغنام والعجول الصغيرة فإن طريقة ذبحها لا تتنافى مع شروط الذكاة الشرعية في بعض البلدان.
هذا ويوصي المجلس أن يتخذ المسلمون في ديار الغرب مذابح خاصة بهم حتى ترتاح ضمائرهم ويحافظوا على شخصيتهم الدينية والحضارية.
ويدعو المجلس الدول الإسلامية إلى استيراد اللحوم الحلال التي تخضع لمراقبة شرعية من قبل المراكز الإسلامية الموثوق بها في ديار الغرب.

يقول الدكتور القرضاوي:-

هناك أشياء حرَّمها الإسلام تحريماً باتاً مثل الميتة والدم ولحم الخنـزير فهذه الأشياء لا تحل لنا يقيناً هذا بالإجماع، إنما هناك في بعض القضايا مثل مسألة الذبح هل يُشترط أن يكون ذبحهم كذبحنا؟ هذا الذي فيه خلاف جمهور الفقهاء يقول: نعم لابد والبعض الآخر يقول: لا .. ليس من الضروري مثل ابن العربي وأمثاله، إنما نحن أيضاً هل المطلوب من المسلم أن يبحث عن طريقة الذبح ويذهب ويرى بنفسه ونحو ذلك أم يأخذ الأمر كما جاء في صحيح البخاري عن عائشة أن قوماً سألوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله “إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا”، فقال: “سَمُّوا الله عليه وكلوا” أنت قل “بسم الله الرحمن الرحيم” وكُل، وأخذ ابن حزم من هذا قاعدة يقول فيها: ما غاب عنَّا فلا نسأل عنه، يعني افترض أنه مذبوح ليس من الضروري عليك أنك تقعد تبحث وتسأل.

وليس على المسلم أن يسأل عما غاب عنه: كيف كانت تذكيته ؟ وهل استوفت شروطها أم لا ؟ وهل ذكر اسم الله على الذبيحة أم لم يذكر ؟ بل كل ما غاب عنا مما ذكاه مسلم -ولو جاهلا أو فاسقا- أو كتابي، فحلال أكله.

وقد ذكرنا من قبل حديث البخاري أن قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا ؟ فقال عليه السلام: “سموا الله عليه أنتم وكلوا”.

قال العلماء في هذا الحديث: هذا دليل على أن الأفعال والتصرفات تحمل على حال الصحة والسلامة، حتى يقوم دليل على الفساد والبطلان.