قطرة العين والكحل لا يفسدان الصيام ، ولو وصل أثرهما إلى الحلق على الراجح، وأما نقط الأنف فتفسد الصوم إذا وصلت إلى الحلق .
وأما الاستنشاق من بخاخة الربو والأكسجين فقد اختلف فيه العلماء ، فقيل : يفسد الصوم ، ومن اضطر إليه يفطر ويقضي. وقيل : لا يفسد الصوم لأنه كشم الرائحة والأدخنة ، وهي لا تفسد الصوم.
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
وضع القطرة والكحل لا يفسد الصوم؛ لأن العين منفذ غير مفتوح، حتى لو وجد طعم ذلك في الحلق، فقد كان النبي ـ ﷺ ـ يكتحل وهو صائم و هذا ما قال به الشافعية و الحنفية.
لكن المالكية والحنفية قالوا : ذلك يفطر إذا وصل الطعم إلى الحلق.
وأما الاستنشاق من بخاخة الربو :
فقد قال العلماء: نقط الأنف والبخار الذي يشم من إصبع الربو يبطل بهما الصيام، وإذا كان المريض لا يستغني عنهما في الصيام؛ جاز له الفطر وعليه القضاء بعد الشفاء من المرض، وإن كان المرض مزمنا لا يرجى شفاؤه كان له الفطر، وعليه الإطعام عن كل يوم مسكينا. والله أعلم . (انتهى)
ولكن الدكتور أحمد محمد كنعان ـ رئيس قسم الأمراض المعدية بإدارة الرعاية الصحية الأولية بالسعودية ـ يقول :
البخاخات التي تستخدم لعلاج الربو لا تفطر لأنها نوع من الغاز كالهواء الذي نستنشقه فهي تشبه استنشاق بعض الروائح والأدخنة عرضا عن غير قصد ولهذا نرى أن استخدام البخاخ لا يفطر إلا إذا وجد المريض طعم البخاخ في حلقه وابتلعه، فإنه يفطر. علما بأن نوبات الربو الحادة هي من الحالات المرضية التي تتطلب علاجا إسعافيا عاجلا وتعتبر من الناحية الشرعية عذرا للفطر وللخروج من الحرج في مثل هذه الحالات الحادة نرى أن يفطر المريض ويتناول العلاج المناسب للحالة ويقضي بعد ذلك ما أفطره من أيام والله أعلم. (انتهى)
وكذلك يرى فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .
وضع القطرة والكحل في العين لا يفسد الصيام ، وكذلك الاستنشاق من بخاخة الربو ، أو استنشاق الأكسجين لا يفطر إذا احتاج إليه الصائم ، على الراجح في المسألة.