القضاء لغة: هو إحكام الشيء وإتمام الأمر، وأما القدر فهو في اللغة: بمعنى التقدير.
القدر هو تقدير الله تعالى الأشياء في القدم وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة، وكتابته سبحانه لذلك، ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها، وخَلْقُه لها.
الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان ولا يتم إيمان أحد إلا به.
الفرق بين القضاء والقدر:
اختلف العلماء في الفرق بين القضاء والقدر، وانقسموا في ذلك إلى فريقين:
الفريق الأول: قالوا لا فرق بين القضاء والقدر، فكل واحد منهما في معنى الآخر، فإذا أطلق أحدهما شمل الآخر، وهذا هو القول الراجح لأمور:
1- أن الذين فرقوا ليس لهم دليل واضح من كتاب أو سنة يفصل في القضية.
2 – استعمال أحدهما في موضع الآخر يدل على أنه لا فرق.
3 – أنه لا فائدة من وراء هذا التفريق، فقد وقع الاتفاق على أن أحدهما يطلق على الآخر.
وعليه، فلا مانع من تعريف أحدهما بما يدل عليه الآخر.
الفريق الثاني: من فرق بين القضاء والقدر، وهؤلاء اختلفوا كثيراً في بيان هذا الفارق، وأحسن فارق أبدوه هو:
أن القضاء اسم لما وقع، وما لم يقع بعد فهو القدر.
ما هي مراتب القدر:
1- الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.
2- الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
3- الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه.
4- الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم كما قال سبحانه: (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء) الأنعام/102
منزلة الإيمان بالقضاء والقدر من الدين:
الإيمان بالقضاء والقدر أحد أركان الإيمان الستة التي وردت في قوله ﷺ عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) رواه مسلم، وقد ورد ذكر القدر في القرآن في قوله تعالى: (إنا كل شئ خلقناه بقدر) القمر/49. وقوله تعالى: (وكان أمر الله قدرا مقدورا) الأحزاب/38.