القرآن الكريم كله شفاء ورحمة للمؤمنين، لكن ينبغي أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى نهى المؤمنين عن القنوط واليأس. والإحباط له أسباب ومعالجته تكون بمعالجة أسبابه، وكثيرًا من أسباب الإحباط عند المسلمين اليوم تعود إلى واقع حالهم، وهذا علاجه بالإيمان بوعد الله تعالى بإعزاز هذا الدين ونصرة المسلمين.
ولكن ذلك لا يكون إلا من خلال سنن الله تعالى وقوانينه، ومن أهم ذلك التمحيص والابتلاء، ثم الصبر على ما قدر الله تعالى، فلنرجع إلى كتاب الله تعالى، ولنقرأه بتأمل وتدبر؛ ولنقف على أخبار السابقين، ولنعلم أن النبي –عليه الصلاة والسلام- كادت أن تذهب نفسه حسرات على حال الناس في زمانه، والله تعالى يواسيه ويثبته، ويطلعه على أخبار السابقين، ثم كتب له الظهور والغلبة وعموم الإسلام على الجزيرة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح حال الأمة، ومع ذلك فمن رأى أنه بحاجة إلى العلاج فلا بأس بمراجعة الطبيب الثقة.