أجازت الشريعة الإسلامية لمن ظُلم أن يجهر بسوء من ظلمه، ويحاول أن يدعو الله تعالى أن يمكنه من حقه، ويرجعه له، وله أن يدعو على الظالم.

يقول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة الإسلامية:

قال الله تعالى : ” لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلاّ من ظلم وكان الله سميعا عليما”، والمعنى: لا يحب الله أن يجهر أحد بالسوء من القول إلاّ من ظلم، فلا يكره له الجهر به.

وقد اختلف أهل العلم في كيفية الجهر بالسوء وفي المباح منه:

فمنهم من ذهب إلى أن المراد به الرجل يظلم الرجل فلا يدعو المظلوم على الظالم ولكن ليقل: اللهم أعني عليه، اللهم استخرج حقي منه، اللهم حل بينه وبين ما يريد من ظلمي.

قال القرطبي: فهذا دعاء في المدافعة وهي أقل منازل السوء.

ومنهم من قال يباح للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، وإن صبر فهو خير له.

ومنهم من قال: يباح للمظلوم أن ينتصر من ظالمه بمثل ظلمه، ويجهر له بالسوء من القول.

والذي يقتضيه ظاهر الآية أن للمظلوم أن ينتصر على من ظلمه بمثل ظلمه، ولكن مع اقتصاد إن كان مؤمنا، وإن كان غير مؤمن فلا بأس بالدعاء عليه، كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- حيث دعا على بعض القبائل، عندما قتلت بعض أصحابه الذين أرسلهم إليهم لتعليمهم القرآن الكريم.

وإن كان الظالم مجاهرا بظلمه جاز الدعاء عليه جهرا، فقد روى أبو داود عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: سرق لها شيء فجعلت تدعو على سارقه، فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” لا تسبخي عنه” أي لا تخففي عنه بدعائك عليه، وقال – صلى الله عليه وسلم – :” لي الواجد ظلم يحل عرضه”، والواجد القادر على السداد.

ومعنى يحل عرضه أي يغلظ عليه، وعقوبته حبسه، وفي صحيح مسلم: “مطل الغني ظلم”، أي الغني الموسر المتمكن من سداد ما عليه من ديون، إذا طولب بالأداء وماطل ظلم، وذلك الظلم يبيح من عرضه أن يقال فيه: فلان ظالم ومماطل ويبيح عقوبته، وتعزيره حتى يرتدع عن ذلك.