ثبت في صحيح الحديث أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يُقبِّل إحدى نسائه وهو صائم، ولا خلاف بين العلماء في أنها لا تُبطل الصوم ما لم يُنزِل. واحتجوا لذلك بحديث مشهور في السنَن وهو قوله ـ عليه الصلاة والسلام: “أرأيتَ لو تمضمضتَ”، ومعنى الحديث أن المضمضة مقدِّمة الشرب، وهي لا تُفطِر، فكذلك القُبلة مقدِّمة للجِماع وهي لا تفطر.
وقد جاء في روايات عائشة ـ رضي الله عنها: “وأيُّكم يملك أَرَبَه كما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يملك أرَبَه”، وقد فهم العلماء من معنى كلام أمِّ المؤمنين عائشة أنه ينبغي الاحتراز عن القُبْلة لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يملك نفسه ويأمن الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هيَجان نفس، ونحن لا نأمن ذلك ومن هنا فالقُبلة جائزة للشاب وللشيخ الكبير ما لم تُحرِّك ساكنًا كأن تكون قبل وَداع أو استقبال أو شفقة، فإن أثَّرت في النفس وأثارت، فقد دخلت في المحظورات.
وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “مَن حامَ حول الحِمَى يوشك أن يقع فيه”، فإن صحِبَها إنزال فقد بطل الصوم.. وعليه أن يمسك بقية يومه لحرمة الوقت ثم يقضي يومًا آخر بعد شهر رمضان.
وشأن المسلم الصادق أن يُتِمَّ عبادته ولا يُحبط عمله وإن إفطار يوم من رمضان لا يعوضه صيام الدهر.. والصيام جُنَّة أي وقاية تقي المسلم من خطَرات السوء ونزغات الإثم.