الجمهور من العلماء على أن النبي أعم من الرسول، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول، وذلك بأن النبي رجل عاقل بالغ أوحي إليه أما الرسول فهو كذلك إلا أنه أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه للناس.
وقال الحليمي في شعب الإيمان: النبي والرسول مترادفان، وقال بعضهم كما حكاه ابن رشيد في فائد رحلته ونص عليه السيوطي في تدريب الراوي بعكس ما قاله الجمهور فقالوا: إن الرسول أعم من النبي، أخذوا ذلك من أن كلمة رسول قد تستخدم في الرسول الكوني كالريح، ورسل رسول الله إلى الآفاق، وقد تستخدم في الرسول الشرعي الذي معنا هنا.
والراجح من تلك الأقوال هو ما عليه الجمهور، واستدلوا له بحديث أبي ذر رضي الله عنه عن الترمذي الذي يقول فيه رسول الله ﷺ عندما سئل عن عدد الأنبياء فقال: “مائة وأربعة وعشرون ألف نبي، قال: فكم الرسل منهم قال: “ثلائمائة واثنى عشر”، واستدلوا أيضًاً بقوله تعالى: “وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي “، أنه من قبيل عطف العام على الخاص كقوله تعالى: “ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين” ، وأهل الكتاب على حالة الشرك لأنهم يؤلهون عيسى.