تقدير الله تعالى وقضائه في الأمور منوط بإرادته وتقدير آجال خلقه وأوقات وأماكن القضاء والقدر. ويمكن إدراك معنى الرضا بالقضاء والقدر من خلال قياسها بالميزان الإلهي الحق ووصايا النبي ﷺ لأمته.
اختلاف العلماء في الفرق بين القضاء والقدر :
اختلف العلماء في الفرق بين القضاء والقدر، وانقسموا في ذلك إلى فريقين:
الفريق الأول: قالوا لا فرق بين القضاء والقدر، فكل واحد منهما في معنى الآخر، فإذا أطلق أحدهما شمل الآخر، وهذا هو القول الراجح لأمور:
الأول: أن الذين فرقوا ليس لهم دليل واضح من كتاب أو سنة يفصل في القضية.
الثاني: استعمال أحدهما في موضع الآخر يدل على أنه لا فرق.
الثالث: أنه لا فائدة من وراء هذا التفريق، فقد وقع الاتفاق على أن أحدهما يطلق على الآخر.وعليه، فلا مانع من تعريف أحدهما بما يدل عليه الآخر.
الفريق الثاني: من فرق بين القضاء والقدر، وهؤلاء اختلفوا كثيراً في بيان هذا الفارق، وأحسن فارق أبدوه هو: أن القضاء اسم لما وقع، وما لم يقع بعد فهو القدر.
حكم قول شاءت قدرة الله أو قول شاءت القدرة الألهية :
ثم إنه لا يصح أن يقال: شاءت القدرة الإلهية أو شاءت يد القدرة الإلهية أو نحوها.. كقول بعضهم: شاءت قدرة الله.
وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين -رحمه الله- عن حكم قول: شاءت قدرة الله وشاء القدر؟ فأجاب بقوله:
لا يصح أن يقال: شاءت قدرة الله لأن المشيئة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له، وإنما الإرادة للمريد والمشيئة لمن يشاء، ولكننا نقول: اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن الشيء إذا وقع: هذه قدرة الله أي مقدوره، كما تقول: هذا خلق الله أي مخلوقه، وأما أن نضيف أمرا يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.