الفروق بين الذكر والأنثى فروق طبيعية، وذلك لطبيعة الخلقة ،ومن هنا كان اختلاف طبيعة التكليف، فقد فرض الله الجهاد على الرجال، ولم يفرضه على النساء، وفرض عليهم الجمع والجماعات، ولم يفرض على النساء، وفرض عليهم السعي على طلب الرزق، وجعل المرأة مكفولة من الرجل، وساوى بينهم في ثواب الأعمال الصالحة، ومع أن المرأة قد لا تقوم بما يقوم به الرجل من أعمال شاقة، وذلك لطبيعة خلقتها، إلا أن الرسول ﷺ جعل لها الأجر إن أحسنت وظيفتها كأم وزوجة ومربية .
يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رئيس لجنة تحقيق التراث الإسلامي بالكويت – رحمه الله تعالى – :
والشريعة الحكيمة أيضاً قد جاءت بالتفريق بين الذكر والأنثى في التكليف، فهناك تكاليف شرعية يشترك فيها كل من الذكر والأنثى، وهناك ما يفترقان فيه، فيشتركان في الإيمان بالله ورسالاته ولوازم هذا الإيمان من محبة الله وتقواه، وخشيته والطمع في رضوانه والأمر بالمعـروف والنهي عن المنكر، ويدخلان جميعاً تحت دائرة الحساب كما قال تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب } (آل عمران:195)
ولكنهما يفترقان في القتال حيث أوجبه الله على الرجال دون النساء، وإن كان يشرع للمرأة دفاعاً عن نفسها، وصلاة الجماعة حيث وجبت على الرجال دون النساء وخفف عن المرأة إعادة الصلاة أيام الحيض… الخ
والخلاصة: أن كلاً من الرجـال والنساء مكلفون من حيث الجملة، فالمرأة مكلفة كالرجل، ولكن الشريعـة جاءت بأحكام خاصة مناسبة لكل من الرجال والنساء مما هو معلوم تفصيله في القرآن والسنة.