الغرور لغة: كل ما غر الإنسان من مال ، أو جاه أو شهوة أو إنسان أو شيطان.

واصطلاحا: هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع – كما جاء في (التعريفات للجرجانى).

الغرور في القرآن والسنة

يقول الأستاذ الدكتور أبو اليزيد العجمي _ أستاذ الفلسفة الإسلامية والأخلاق جامعة القاهرة – : 

تجيء مادة “الغرور” بصيغ مختلفة في القرآن الكريم ، لتدل على معان أهمها الانخداع والتعالي المؤدي إلى البطر، ونكران نعم الله على الإنسان ، الأمر الذي يحاسب عليه بقوله: {ما غرك بربك الكريم}الانفطار:6 . ولأن هذا الموقف مبني على باطل ، كان النهي عن كل أنواع الغرور والاغترار بالدنيا أو بالدين .

أما في السنة الشريفة فيتركز التنبيه على روافد الغرور، وهي الإعجاب بالنفس وهو ظن كاذب بالنفس في استحقاق منزلة هي غير مستحقة لها وكذلك الكبر الذي ينبني على الإعجاب الخادع ، ويؤدي إلى الغرور والتعالي وغمط الحق وفي هذا يقول : (ثلاث مهلكات: شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه) (لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر). وما ذلك إلا لأن الكبر والعظمة صفة الرحمن وحده.

وتبين السنة العلاج حين تدعو إلى التواضع ، وإلى أن يعرف الإنسان أصل خلقته ومصيره الذي سيئول إليه.

أقوال العلماء في الغرور

الربط بين مولدات الغرور وبينه ، موضع اهتمام علماء المسلمين الذين كتبوا فى الأخلاق والتربية فمسكويه يقرر أن الغرور جهل من الإنسان بعيوبه وجهل بحقيقة هامة هى أن الفضل مقسوم بين البشرلا يكمل الواحد منهم إلا بفضائل غيره .

يذكر أبو الحسن الماوردي في كتابه الشهير أدب الدين والدنيا أن الغرور المبني على الكبر والإعجاب يضر بصاحبه قبل غيره لأن غروه يمنعه من أن يستفيد من علم غيره لغروره ، ولا يألفه أحد لتكبره فهو معزول عن مجتمعه ممقوت فيه .

أما الأصفهاني في كتابه الذريعة إلى مكارم الشريعة فيظهر نقص المغرور لأنه يغتر بما ليس يملك من علم أوعمل أومال ونحو ذلك لأن هذا عطية من الله ، والعاقل يشكر ولا يغتر، فكيف به إذا استطال أو صلف .

أما ابن حزم في كتاب الأخلاق والسير ومداواة النفوس فيدعو الإنسان المغرور المعجب بما عنده أن يفكر مليًّا في حاله كيف هو وفي النعم التي عنده ، من أين أتت؟ وهل هي كاملة دائمة؟ إلى غير ذلك مما يعيد إليه توازنه ، والا فمصيبته إلى الأبد. 

أما الحارث المحاسبي في كتابه الرعاية لحقوق الله فقد فصل القول في الكبر والإعجاب والغرور باعتبارها أمراضا نفسية لها خطرها على العقيدة والعبادة وممارسة الحياة، مبينا كيف يكون العلاج وسائله وضوابطه .