جمهور العلماء المعاصرين يحرمون العمل في البنوك الربوية، وهذا الرأي هو الراجح قطعا.

ولكن ذهب الشيخ يوسف القرضاوي إلى جواز العمل في البنوك الربوية خاصة لمن لم يجد عملا آخر، وإن كان الأولى هو البحث عن عمل آخر لا شبهة فيه.

هل يجوز العمل في البنوك الربوية

يقول الشيخ حسام الدين عفانة من علماء فلسطين:
إن العمل في البنوك الربوية من الأمور المحرمة شرعا؛ لأن الربا من كبائر الإثم ومن الموبقات السبع، وقد أعلن الله سبحانه وتعالى ورسوله الحرب على من يتعامل في الربا، فقال الله جل جلاله: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون).
وصح في الحديث أن النبي قال: “لعن الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء”.
ولا شك أن الذي يعمل في البنك الربوي يدخل في مفهوم هذا الحديث حتى لو كان حارسا للبنك في الليل.

ولا شك أن العمل في البنك الربوي داخل في مفهوم التعاون على الإثم والعدوان، فأنصح كل مسلم يعمل في البنك الربوي أن يبحث عن عمل آخر، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).

يقول الدكتور علي محيي الدين القرة داغي:-
الأصل أن لا يتعامل الإنسان المسلم الحريص على دينه مع البنوك الربوية؛ تطبيقا لقول النبي : “لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال هم سواء”.

هل هناك حالات يجوز العمل فيها في البنوك الربوية

بعض العلماء المعاصرين منهم فضيلة الشيخ القرضاوي أجاز العمل في مثل هذه البنوك في الحالات التالية:
1) أن لا يجد الإنسان عملا مناسبا بسبب تخصصه إلا في مثل هذه المؤسسات المالية، وحينئذ يجوز له أن يتعين فيها، ثم إذا وجد فرصة يتركها ليعمل في مجال آخر مشروع.
2) أن يدخل الإنسان في مثل هذه المؤسسات لكسب خبرة لا يجدها في المؤسسات الأخرى، فيتعين فيها حتى يكتسب هذه الخبرات، ثم بعد ذلك يسعى جاهدا للانتقال للمؤسسات الإسلامية أو الأعمال الحرة حتى يطبق ما اكتسبه من هذه الخبرات.انتهى

فلا يجوز للمسلم بعد بيان العلماء عن الربا وتحريم التعامل به والعمل به أن يبرر لنفسه العمل في البنوك الربوية تحت بند الضرورة فالضرورة تخرج بقوله تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا).