الزار طَقس خاصّ يُقام للتخلُّص من التسلُّط الشيطاني، كما يَزعم المعتقِدون، فيه وأصله عبادة وثنيّة قَديمة، تقوم على موسيقا عنيفة وحركات هيستيريّة ورقْص مِن المريض ومَن يشاركه، مع بخور وأشياء أخرى.

والمريض الذي يُعالَج بالزار قد يكون مرضه بسبب اعتقاده تسلُّط الأرواح الشريرة عليه، أو بسبب إجهاد عقلي، أو بسبب وهم حين تشير بعض الجاهلات على المريضة بأنها ممسوسة مثلاً.

والعلاج يكون تابعًا لمعرفة أسباب المرض، فالذي يُصاب بمسّ رُوح شريرة يقول ابن القيم في كتابه “الطب النبوي” : علاجه بقوّة نفسه، وصِدق توجُّهه إلى الله والتعوُّذ الصحيح الصادر من القلب واللسان معًا، وكذلك بتوسّط رجل صالح يرقيه بالقرآن أو يدعو له، ويقول: وأكثر مرضَى الأرواح الخبيثة يكون من جهة قلة دينهم، وخَراب قلوبهم وألسنتِهم من الذِّكر والتّحصينات النبويّة والإيمانيّة.

ومن عنده إجهاد عقلي يُعالَج بالراحة والترويح، والوهم يعالَج بالتخلص منه.

والموسيقا التي يقوم عليها الزّار قد تكون مؤثِّرة على الأعصاب، وطريقًا للشفاء الذي قام به أطباء الغرب لعلاج الصرع البدني والعصبي، مع الإيحاء للمريض بالشفاء، لكن الرقص الجماعي الذي يختلط فيه الرجال بالنساء حرام، وذبح الطيور أو الحيوانات باسم الجانّ مَيتة أُهِلّ لغير الله بها فهي حرام، وشُرب دمها حرام أيضًا. وعلى العموم فحفلات الزار بوضعِها الحالي لا يوافِق عليها الدين “من المراجع التاريخية والعلمية: مجلة نهضة أفريقيا ـ العدد التاسع ـ يوليو 1951م، رسالة للسيدة فاطمة المصري للماجستير بجامعة الإسكندرية 1940م ، ورسالة أخرى للسيدة هدى بدران”.