العطور التي تختلط بمادة الكحول ليست نجسة على الراجح من أقوال الفقهاء ، حيث رجح غير واحد من الفقهاء عدم نجاسة الخمر لعدم وجود دليل يدل على النجاسة ، وأن تحريمها لا يستلزم نجاستها.

وممن رجح ذلك من الفقهاء المعاصرين الدكتور القرضاوي ، والشيخ الألباني ، على أن الشيخ فيصل مولوي يرى أن الكحول لا تقاس على الخمر من حيث النجاسة ، وإن أخذت حكمها من حيث حرمة الشرب لخاصية الإسكار ، وعليه فلا تأثير للكحول على الطهارة أو الصلاة ، والأفضل للمسلم أن يستخدم العطور الخالية من الكحول خاصة قبيل الصلاة ،فإن استعملها فلا حرج عليه.

ما حكم استعمال العطور التي فيها كحول:

يقول المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث :-
وضع العطور التي تحتوي كحولاً في الصلاة فهي تبطل الصلاة عند من يرى أن الخمر نجسة نجاسة عينية، وأن الكحول الذي في العطور يأخذ حكم هذه النجاسة العينية، وأنه ليس من القليل المعفوّ عنه، وبالتالي فإن الصلاة تبطل لوجود النجاسة على جسم الإنسان.

لكنني أقول:
1- إن نجاسة الخمر نجاسة عينية أمر مختلف فيه، وإن كانت المذاهب الأربعة تقول بذلك، لكن هناك كثير من العلماء المعتمدين يعتبرون نجاستها نجاسة معنوية. وهو رأي يجد أدلته في عدم وجود الدليل القاطع على نجاسة الخمر العينية.

2- والخمر المقصودة بهذه النجاسة هي المستخرجة من عصير العنب، أما إذا كانت مستخرجة من أنواع أخرى، أو إذا كانت مركبات كيميائية فإنها تأخذ حكم الخمرة من حيث الإسكار لا من حيث النجاسة، لقول رسول الله : “كل مسكر حرام”، ولم يقل كل مسكر نجس.

3- والإنسان عادة يستخدم العطر بكميات قليلة، وما فيها من الكحول هو يقيناً أقل من ذلك، فهو يدخل بالتالي في حكم القليل المعفوّ عنه.

4- يضاف إلى ذلك أن الكحول الموجودة في العطر تتبخر بسرعة، ولا تترك أي أثر على الجسم، وبذلك تكون النجاسة على فرض وجودها قد زالت وعاد الجسم إلى طهارته الكاملة.

هل العطور التي تحتوي على كحول تبطل الصلاة:

يقول المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث :-
فإني أميل إلى صحة الصلاة ولو وضع المصلي العطور الممزوجة بالكحول، وإن كان الأفضل خروجاً من الخلاف ألا يضع مثل هذه العطور قبيل الصلاة وأن يكتفى بالعطور الخالية من الكحول.. فهذا هو الأحوط إن شاء الله.