العُطاس أمرٌ قهري في الغالب لا يتحكَّم فيه الإنسان، وهو نعمةٌ يُسنُّ حمد الله عليها، حتى لو كان العطاس في الصلاة، ويُسمِعُ نفسَه بالحمد كما قال النووي في كتابه “الأذكار” وذلك على مذهب الإمام الشافعي، وبالتالي لا تَبطُل الصلاة بالحمد، فهي كلُّها موضعٌ لذكر الله، وقال النووي: لأصحاب مالك ثلاثة أقوال، أحدها هذا، واختاره ابن العربي، والثاني يَحمَد في نفسه، والثالث قال سَحنون، لا يحمَد جَهرًا ولا في نفسه.
وأما أحكام العطاس خارج الصلاة فلها موضع آخر، ويمكن الرجوع إليه في كتاب “غذاء الألباب” للسفاريني ج 1 ص 383.
روى البخاري أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “إذا عطس أحدُكم فليَقُلْ: الحمد لله، وليقُل له أخوه أو صاحبُه: يرحمُك الله. فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يَهديكم الله ويُصلِحُ بالَكم”، وهذا خارج الصلاة، أمّا في أثناء الصلاة فلا يُسنُّ تشميتُه، وإن شمَّتَه بَطَلت صلاتُه عند جمهور الفقهاء، سواء قال: “يرحمك الله” أو “يرحمه الله” أو “يرحمنا الله” والشافعيّ يُبطل الصّلاة إذا كان التشميتُ بكاف الخِطاب، أي بالصِّيغة الأولى من هذه الصِّيَغ الثلاثة، ولا تبطُل بالصيغتين الأخريين، والأولى اتباع رأي الجمهور.