يؤخذ من مجموع الأحاديث المتعلقة بالشهادة أن الشهداء قسمان:

-شهيد الدنيا والآخرة معا وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلا غير مدبر مخلصا.

-وشهيد الآخرة فقط: وهو من قتل في غير الحرب كالمبطون، والمقتول ظلما بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء ولا تجري عليهم أحكامهم في الدنيا.

ومن دهمته سيارة فمات يمكن أن يدخل في هذا النوع الثاني قياسا على من هدمت عليه داره، وهذا القياس من باب الرجاء في فضل الله تعالى، ولكنه لا يجزم به.

هل يعتبر الشخص الذي يموت بحادث سيارة شهيدا؟

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:-
يمكن أن يحصِّل من مات نتيجة حوادث السيارات أجر الشهيد في حالتين :
الأولى : إذا مات بسبب نزيف في بطنه ، وهو ما يسمى ” المبطون ” سواء كان في سيارة أو كان ماشياً أو واقفاً فدهسته سيارة على قول بعض أهل العلم في أن المبطون هو الذي يموت بسبب داء فيه بطنه ، أيّ داء كان .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله” . رواه البخاري ( 2674 ) ومسلم ( 1914 ).
وفي زيادة عند الترمذي ( 1846 ) وأبي داود ( 3111 ) وابن ماجه ( 2803 ) زيادة : ” صاحب الجنب ” و ” والمرأة تموت بجمع .

قال النووي في شرح مسلم :

-فأما ” المطعون ” فهو الذي يموت في الطاعون ، كما في الرواية الأخرى : ” الطاعون شهادة لكل مسلم ” .

-وأما ” المبطون ” فهو صاحب داء البطن , وهو الإسهال ، قال القاضي : وقيل : هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن , وقيل : هو الذي تشتكي بطنه , وقيل : هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا .

-وأما ” الغرق ” فهو الذي يموت غريقا في الماء ، و ” صاحب الهدم ” من يموت تحته , و ” صاحب ذات الجنب ” معروف , وهي قرحة تكون في الجنب باطنا ، و ” الحريق ” الذي يموت بحريق النار ، وأما ” المرأة تموت بجَمع ” قيل : التي تموت حاملا جامعة ولدها في بطنها , وقيل : هي البكر , والصحيح الأول .

والحالة الثانية : ” أن يموت بسبب التصادم سواء مات داخل السيارة أو خارجها ، وهذا قد يشبه صاحب الهدم ” المذكور في الحديث السابق .

هل الموت بحادث سيارة له أجر الشهيد؟

سئل علماء اللجنة الدائمة :
بعض الناس يقولون ‏:‏ إن من يموت بسبب حادث سيارة إنه شهيد ، وله مثل أجر الشهيد ، فهل هذا صحيح أم لا ‏؟ .‏ فأجابوا :

نرجو أن يكون شهيداً ؛ لأنه يشبه المسلم الذي يموت بالهدم ، وقد صح عن النبي أنه شهيد ‏.” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 8 / 375).

وفضل الله واسع ، ونرجو أن يكون هذا شهيداً ، ولكننا لا نجزم بذلك .