إخبار المخلوق بالحال، إذا كانت للاستعانة بإرشاده أو معاونته أو التوصل إلى إزالة الضرر، لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه.
وقد كان النبي -ﷺ- إذا دخل المريض يسأل عن حاله ويقول : “كيف تجدك؟. (رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.)
وقال النووي : إسناده جيد، وهذا إستخبار منه واستعلام عن حاله، وانظر عدة الصابرين للإمام ابن القيم (323).
ولا ينافي الصبر الإخبار عما يعانيه الإنسان من غير تشك، إنما الممنوع هو الشكوى بجزع وتسخط، وأما كون الإنسان يخبر عن حاله بأنه يحس بألم كذا على سبيل الإخبار لا على سبيل الشكوى فهذا لا شيء فيه كما قال النبي -ﷺ- : “إني أوعك كما يوعك رجلان منكم”. (أخرجه البخاري 5648 ومسلم 2571).