هو أبو الحسن علي الشاذلي بن عبد الله بن عبد الجبَّار، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي ـ رضي لله عنهما ـ نُسِبَ إلى “شاذلة” قرية ـ قُرب تونس ـ وُلِدَ بقرية تُسَمى غمارة قريبة من سبتة وطنجة بالمغرب سنة 593هـ، وتلقَّى علومه الأوَّلية بها، وسافر إلى العراق ثم عاد إلى بلده والتقى بعبد السلام بن مشيش ـ إمام أهل المغرب ـ فأشار عليه بالذهاب إلى شاذلة ثم انتقل إلى تونس ثم إلى مصر، فنزل الإسكندرية ونشر بها مذهبه واحتفل الناس به، قرأ في كتب التفسير والسيرة، وتفقَّه عليه العزُّ بن عبد السلام، وابن دقيق العيد، وعبد العظيم المُنذري، وابن الصلاح، وابن الحاجب.

جاء في كتاب نور الأبصار للشبلنجي “ص 244” أن أهل المغرب نفَوْه وكتبوا إلى نائب الإسكندرية أنه زنديق فاحذروه، فآذاه أهل الإسكندرية، فلما ظهرت كراماته اعتقدوه. وذكر له عدة أقوال حكيمة وأدعية كثيرة. تُوفي ذي القعدة 656هـ وهو قاصد الحج في شهر رمضان، ودُفِنَ بصحراء “عيذاب” في “حميثرا” من الصعيد، وذكر ما نقله ابن بطوطة في رحتله عن ياقوت العرش عن شيخه أبي العباس المرسي أن أبا الحسن الشاذلي كان يحج كل سنة، فلما كان في آخر سنة خرج فيها قال لخادمه: استصحب فأسًا وقفة وحنوطًا، فقال له: لماذا؟ قال: “في حميثرا سوف ترى”، فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ وصلى ركعتين، وقبضه الله في آخر سجدة، ودفن هناك. ولم يترك مؤلفات.
ومن تلاميذه الذين ورثوا علمه أحمد أبو العباس المرسي توفي سنة 686هـ، وذكر له الشعراني “الطبقات الكبرى” ج 2 ص 4 أقوالاً حكيمة كثيرة، ولم يترك كتبًا كشيخه الشاذلي. ومن تلاميذه المرسي ياقوت العرش المُتوفى بالإسكندرية سنة 707هـ، ومن تلاميذ ياقوت العرش ابن عطاء الله السَّكندري المتوفى سنة 707هـ الذي ألَّف عدة كتب منها: الحكم والتنوير في إسقاط التدبير ” انظر ص 20 من المرجع المذكور”.