بمثل هذا لا تستقيم الحياة، فالإسلام لا يرحب بزواج الضرورة …هذا الذي يحمل كل زوج في قلبه لصاحبه الكم من البغض والكراهية، فأساس العلاقة الزوجية مبنية على المودة والحب فإذا لم يكن هذا فلا أقل من الرحمة.
كما أنه يشرع للزوجين عند وجود الشقاق أن يعملا على إزالته فإذا أخفقت محاولات علاج الشقاق فهناك طرق للخلاص.
فإذا أرادت الزوجة البقاء مع زوجها دون أن تزول أسباب الشقاق، ودون أن تتمكن من تبديل البغض إلى حب فليكن الصبر ضجيعها وأنيسها، والاحتساب لحملها حتى تنال الأجر من الله سبحانه وتعالى.
ولا يشرع لها أن تدعي عليه، ولكن تدعي له بالهداية فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، وفي الحديث ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم)، ويجوز للزوجة أن تدعي أن ينجيها الله من شروره ومفاسده.
ولتعلم الزوجة أنه إن كان قد ظلمها فإن الله سيأخذ لها منه حقها دون أن تدعي عليه، بل دون أن تظهر شكواها فلئن خفيت شكواها على الناس فقد علمها من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
ولتعلم الزوجة أن من عفا وأصلح فأجره على الله، وما أدراك أيتها الزوجة من كان أجره على الله!
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- عن حكم الرجل الذي يسيء إلى زوجته فقال للزوجة:-
“الواجب عليك الصبر ، ونصيحته بالتي هي أحسن ، وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله يستجيب ويرجع إلى الحق ويدع أخلاقه السيئة ، فإن لم يفعل فالإثم عليه، ولك الأجر العظيم على صبرك وتحملك أذاه .
ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله للصواب ، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة ، وأن يعيذك من شره وشر غيره . وعليك أن تحاسبي نفسك ، وأن تستقيمي في دينك ، وأن تتوبي إلى الله سبحانه مما قد صدر منك من سيئات وأخطاء في حق الله أو في حق زوجك أو في حق غيره ، فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها ؛ لأن الله سبحانه يقول : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) ولا مانع أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة ؛ عملا بقول الله سبحانه : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) وقوله عز وجل : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) الآية .