يقول الأطباء أن مرض السكر لا يؤثر على الحياة الزوجية، فهو ليس من الأمراض المعدية ولا من الأمراض المنفرة، التي تستعصي معها الحياة الزوجية، وبناء عليه لا يبقى وجه لاعتراض أولياء الأمور على مثل هذا الخاطب إن كان من أهل الدين والأخلاق والأمانة، وإن عضلوا الفتاة فبإمكانها رفع الأمر للقضاء، فالقاضي ولي من لا ولي له.
يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس ـ أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر:
فإن المرض ابتلاء من الله تعالى ولا دخل للمرء فيه وليس مجرد المرض مانعًا من الزواج، فليس إنسان على وجه الأرض إلا وبه مرض خف أو ثقل، وقد قال رسول الله ﷺ: “إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .
ومعنى هذا أن البرء من المرض لم يشترطه رسول الله ﷺ، ولم يرغب في الخلو منه لمن يريد تزويج ابنته أو وليته، وإنما اعتبر أن تكون أخلاق المتقدم مرضية وأن يكون متدينًا ملتزمًا، ومن ثَم فإن منع فتاة من الزواج ممن تتوافر فيه الأمور التي رغب فيها الشارع هو نوع من العضل الذي نهى عنه الله تعالى في كتابه الكريم، ومن يفعل ذلك آثم .
ومن حق الفتاة أن تلجأ إلى القضاء لتمكينها من الزواج ممن ترضاه؛ إذ السلطان ولي من لا ولي له.
والله تعالى أعلم.