الزنا من الموبقات، وهو من الحدود التي شرع الله تعالى فيها حدا يجب تنفيذه فإن كان الإنسان محصنا (أي متزوجا) فالقتل، وإن كان لم يتزوج بعد فالجلد مائة جلدة . وذلك للرجل والمرأة على حد سواء.

وفعل الزنا جريمة كبرى في حق النفس، والمجتمع، كما أنه انتهاك حرمة بغير وجه حق، ويجب على الفاعل التطهر بالتوبة.

وفعله في رمضان معصية كبرى، فالصوم رادع فما بال من لم يردع؟ فلابد من مراجعة النفس حتى تتبين ما فيها، فالله تعالى مطلع يراه ويراها.

ولابد هنا من القضاء وفي الكفارة أقوال .

والأهم هو الوقفة مع النفس والتوبة الصادقة قبل لقاء الله تعالى بجريمة لم يقم عليها حد فيها.

ما هو حكم الزنى

الزنا و مقدماته أمر مقيت ، ويعظم الوزر لو وقع في نهار رمضان حيث الشهر الذي يمتنع المسلم فيه عن شهوة الفرج الحلال ابتغاء مرضاة الله، وإذا أراد الله بالعبد خيرا دله على طريق التوبة النصوح، فالتوبة تهدم ما قبلها، وليس هناك كفارة لمقدمات الزنا في نهار رمضان إلا التوبة النصوح والعمل الصالح، والله يحب التوابين ويفرح بتوبتهم فرحا شديدا، أشد مِن فرح مَن فقد الأمل في الحياة برجوع الحياة إليه، ما دامت التوبة صادقة مع الله تعالى.

ولكن يجب أن يتجنب المسلم أسباب المعصية، وأولها الخلوة، فهي السبب المباشر لفعل هذه الذنوب والمعاصي.

هل يقبل الله التوبة

مَن يرْتكب ذنبًا ثم يتوب يقبل الله توبته إذا كانت نصوحًا، أي خالصة لوجه الله صادرة من القلب، يَصحَبها ندَمٌ على ما فات وعزْمٌ أكيدٌ على عدمِ العَوْد إلى المعْصية، حتى لو عاد إلى الذنب مرة أخرى بسبب الغواية الشيطانية، والشخص المذنب لا يقنط ولا ييأس من رحمة الله تعالى ومغفرته، وما عليه إلا أن يتوب إلى الله تعالى صادقا في توبته وعازما على ألا يعود لهذا الذنب، فإن غلبته نفسه وأغواه شيطانه فعاد فلا ييأس وليعاود التوبة وليجدد العهد مع الله، حتى يكون من التوابين، فالله يقبل التوبة النصوح وإن تكرر الذنب طالما أن التوبة في كل مرة نصوح وصادقة، فالله تعالى يقول : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة : 222] والتوابون هم الذين كلما أذنبوا تابوا.

قال تعالى : (يا أيُّها الذين آمنوا تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكم أن يُكَفِّر عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُم وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) [سورة التحريم: 8]، وقال: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [سورة طه : 82].