المتفق عليه أن مجالس الغناء إذا كانت مقرونة بالملاهي والخمر والفتيات والفسوق والفجور كانت حراما، فإذا سلِم الغناء من كل ذلك، وسلم من الخنا والألفاظ المحرمة، ومن التكسر والميوعة والإثارة فهو محل خلاف، فكثير يذهب إلى جوازه، وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي، وكثير يذهب إلى تحريمه.
الأغاني وآلات الموسيقى:
من المعروف أن الأغاني التي تقدم على شاشات التلفاز والأشرطة لا تلتزم هذه الآداب حرام باتفاق الجميع. وآلات الموسيقى كلها محل خلاف بين العلماء كذلك، فالشيخ القرضاوي يبيح منها الموسيقى التي لا تجعل الناس في غياب مثل القطعان، وما عداها فتجوز كلها عنده.
ويرى آخرون أن الآلات لا يبيح منها إلا الدف، وبعضهم يقصره على مواطن مخصوصة، مثل الزواج، ولهذا فالموضوع محل اشتباه، فمن أراد أن يبرأ لدينه فليترك الغناء جملة، وكذلك آلات الموسيقى كلها.
والرأي الذي اختاره الشيخ يوسف القرضاوي،هو جواز أنواع الموسيقى كلها، لم يستثن منها إلا: “الموسيقى المثيرة المهيجة التي نراها الآن تصاحب غناء الفنانين الغربيين، وتحول المشاهدين والمستمعين منهم إلى قطيع هائج” بحسب ما جاء في كتابه فقه الغناء والموسيقى. وانظر كتابه، ففيه تفصيلات وفوائد.
حكم الرقص للنساء في حفلات الزفاف:
الرقص للنساء بين النساء فإن الشيخ يوسف القرضاوي يبيحه أيضا، على أن الشيخ يرى أنه لا يجوز للنساء أن يظهرن فيما بينهن من العورات إلا ما تقتضي الحاجة إظهاره كالشعر والعنق والكتفين والساقين، وأما الصدر والبطن والظهر والأثداء فكل ذلك لا يجوز إظهاره بين النساء عنده.
على أننا لا نحب للمسلم أن يستسلم في كل حياته لرغبات غير الملتزمين، فمن شيمة الملتزم أن يحمل أقاربه ومعارفه على الأقل أن يحترموا فكرته وتدينه، فإن لم يحملوها فليحترموها، أما أن نحضر نحن مشاركاتهم جميعا تألفا لقلوبهم، وهم لا يفعلون، فليس هذا بإنصاف، والتعود على التضحية بالمبادئ والأفكار خاصة القناعات الدينية طريق مخوف.