شكر الله تعالى على نعمه من صفات المؤمنين الصادقين ،ولكن تحديد عمل للشكر لم يرد به نص من الكتاب أو السنة بدعة إن اعتقد الإنسان شرعيتها، ويثاب عليها إن عملها اجتهادا منه في شكر الله تعالى، ورغبة المسلم في ذبح ذبيحة شكرا لله عزوجل على فضله وكرمه فهو أمر حسن، ولا بأس من فعله.

ولكن هناك جملة من الأمور في موضوع الذبح شكرا لله ذكرها الدكتور أحمد عبدالكريم نجيب مدرس الشريعة بكليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو:

أوّلها : أنّ الله تعالى لم يشرع لنا تعبّده بعبادةٍ مخصوصة شكراً على نعمة امتنّ بها علينا ، أو نقمةٍ صرفها عنّا و عافانا منها ، و لم يَرِد تخصيص عبادة دون عبادةٍ في مثل هذه الحال عن النبيّ صلى الله عليه و سلّم أو السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
و ثانيها : أنّ الالتزام بذَبحَ ذبيحة ليس من السنّة في شيء ، بل قد يكون أقربَ إلى البدعة إذا اعتقد مشروعيّتها أو فضلها على ما سواها ، من العبادات المشروعة .
و ثالثها : أنّه يرجى الثواب إن تقرّب إلى الله تعالى بشكر نِعمه ، و مقابلتها بالطاعات ، سواء كان ذلك بالذبح ، أو التصدّق ، أو الصلاة ، أو الصيام ، أو غير ذلك من وجوه الخير ، فقد جاء في الحديث القُدسي :( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا)

و على كلّ حال فإن من أوجب على نفسه ذبيحة بنذرٍ ، أو ألزم نفسه بها تطوّعاً و صدقةً فلا فرق بين ذبحها في بلد إقامته أو بلده الأصلي أو غيره من بلاد المسلمين ، فالأمر واسعٌ إن شاء الله .