من شأن المسلم أن يكون من الذين يشيعون الخير في المجتمع الذي يعيش فيه ، وأن يعمل على محاربة الفساد ،وهذه الشخصية التي تعمل على إيقاف الخير شخصية كريهة بغيضة في نظر الشرع .
وفي الحديث الشريف : (كل معروف صدقة ، والدال على الخير كفاعله ) [ رواه البخاري ومسلم ]، (ومن دل على خير ،فله مثل أجر فاعله ) [ رواه مسلم ].

فلو قام شخص بتعطيل المصالح في بلده من طرق ومياه شرب ومدارس عن طريق كتابة الشكاوى والادعاءات الكاذبة بأن البلد ليست في حاجة لذلك؟

هل الدال على الشر كفاعله:

يقول فضيلة الأستاذ الدكتور طه ريان أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر:

لو قام شخص مثلا بتعطيل المصالح في بلده من طرق ومياه شرب ومدارس عن طريق كتابة الشكاوى والادعاءات الكاذبة بأن البلد ليست في حاجة لذلك؟

فهذا النوع من الشخصيات ـ للأسف الشديد ـ يوجد في كل عصر وفي كل مصر ابتلاءً من المولى ـ عز وجل ـ لأهل الحب والخير، إن هذا النوع يريد أن يثبت ذاته وكيانه، وأن يقول لغيره : إنه موجود، ويستطيع أن يؤثر في حياتهم ولو سلبًا، فلا ينبغي أن يتجاهله أحد، وقديمًا قال الشاعر صاحب هذه الشخصية المعطلة، التي لا تستطيع أن تقدم نفعًا لعجزها عن ذلك، فتعمل على تقديم الضرر، فقال مبررًا هذا الفعل:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يراد الفتى كما يضر وينفع
إن مثل هذه الشخصية مكروهة في الحياة، ممقوتة في دنيا الناس، معزولة عن كل خير وبر، تعيش وحيدة في مجتمعها، لا تألف أحدًا، ولا يألفها أحد، تؤذيها رؤية الخير، وتؤلمها كلمة المعروف، تكره الصفح والعفو، وتسعد بجو البغض والكراهية، فهذا الخلق ليس من الإسلام في شيء؛ لأن من خلق المسلم النصيحة لإخوانه من المسلمين، قال : “الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

هل فعل الخير واجب:

من النصيحة لعامة المسلمين أن يساعد المسلم على عمل الخير، ويبين منفعته، وكيفية الاستفادة الكاملة منه.

كما أن من أخلاق المسلم أن يتقدم إلى المسئولين شافعًا لأهله، طالبًا الخير والنفع لهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “اشفعوا إليّ لتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء”.

كما أن من أخلاق المسلم الدلالة على قضاء مصالح المسلمين إن لم يستطع أن يعملها بنفسه، فقد جاء رجل لرسول الله ـ ـ ليحمله إلى بلده، فقال عليه الصلاة والسلام: “لا أجد ما أحملك عليه ولكن ائتِ فلاناً فلعله أن يحملك، فأتاه فحمله فأتى رسول الله ـ ـ فأخبره، فقال رسول الله ـ : من دل على خير فله مثل أجر فاعله”.

لذلك علمنا المصطفى ـ ـ أن ندعو الله ـ عز وجل ـ أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر.