الخوف من الله تعالى مطلوب ، ومن خاف اجتهد، ومن اجتهد بلغ الغاية، ولكن الخوف الزائد من الموت لا يستحب، بل هو مكروه شرعا، لأن الإسلام دين الوسطية، يجعل المؤمنين والمؤمنات بين الخوف والرجاء.
والشيطان وهو عدو مبين للإنسان حريص على إخراجه من حيز الوسطية إلى الإفراط أو التفريط، فيرضى من الإنسان أن يخاف لدرجة اليأس والقنوط من رحمة الله ، أو أن لا يخاف حتى يأمن مكر الله ويغتر به تعالى، فيكون من الخاسرين في أي من الحالتين.
فإذا وسوس الشيطان للإنسان مذكرا بالموت فهذا نزع من نزغاته ، وقد قال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) وقال تعالى : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون).
فعلى المسلم أن يستعيذ بالله سبحانه وتعالى، ويتفل عن يساره ثلاثا ، ويقرأ آية الكرسي ، ويكثر من ذكر الله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ويقرأ سورة البقرة ويستمع إليها يوميا ، فإنها تطرد الشيطان ، وعلى المسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال المختلفة من خروج ودخول المنزل والخلاء وغيرها والذكر عند الأكل والشرب ولبس وخلع .. إلى آخره، ويكثر من الاستغفار ، فالرسول ﷺ يقول : “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب” .