الخطيبة أجنبية بالنسبة لمن خطبها كغيره من الناس، فلا يجوز له أن يخلو بها، أو أن يتنزه معها، أو أن يستمتع بها لا بنظرة ولا بغيرها، لأن ذلك كله وما أشبهه محرم في ذاته، كما أنه يفضي غالباً إلى ما لا تحمد عقباه.
وعلى هذا فلا يجوز للخاطب أن يخرج مع خطيبته إلا إذا كان معهما محرم وكذلك لا يجوز لها أن تركب معه السيارة بمفردها ولا خير في أمر يبدأ بمعصية الله عز وجل.
يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين :
إن الخطبة مقدمة للزواج وهي مجرد وعد للزواج وليست زواجاً ، وقد نص الفقهاء على أن الخطبة ليست إلا وعداً بالزواج ، وهذا الوعد غير ملزم فيحق لكل واحدٍ منهما العدول عن الخطبة متى يشاء .
كما أن الفقهاء قرروا أن عقد الزواج لا يتم بقبض أي شيءٍ على حساب المهر أو بقبول الهدية أو ما يسميه الناس اليوم ( قراءة الفاتحة ) فكل ذلك لا يعتبر عقداً للزواج ويجوز العدول عن ذلك .
وبناءً على ذلك فيعتبر كل من الخاطب والمخطوبة أجنبياً عن الآخر فلا يحل لهما الاختلاط دون وجود محرم وما يفعله كثير من الناس اليوم مخالف للشرع ، بالسماح لهما بالخروج معاً إلى الأماكن العامة والجلوس على انفراد والذهاب والإياب معاً فكل ذلك حرام شرعاً لأن الخاطب ما زال يعتبر أجنبياً عن المخطوبة ، ولا يحل له من المخطوبة سوى ما أباحه الشارع الحكيم ألا وهو النظر .