الحديث بين الجنسين من غير المحارم عبر الهاتف أو عبر الإنترنت جائز إذا دعت إليه ضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، كالذي يريد أن يخطب فتاة مثلا.
والحديث مع أي فتاة لا يجوز إلا بالقدر الذي يحتاج إلى معرفته وما تحتاج هي إلى معرفته من المعلومات الضرورية التي يسأل عنها كل خاطب مثلا، وهذا إذا لم يكن بوسع أحد أن يحصل على المعلومات التي يريدها من طريق آخر، ومتى تحقق ذلك فلا يجوز لأحد أن يسترسل في الحديث حتى يتخذ قراره بالإقدام على الخطبة أو الإحجام ..
أما رؤية صورة الفتاة أو رؤيتها لصورته فهذا جائز إذا كان عزم صادق على الخطبة فالشارع قد أباح النظر إلى المخطوبة بشحمها ولحمها فالنظر إلى صورتها جائز من باب أولى ولكن يشرط أن يكون نظره إليها نظر استعلام لا نظر استمتاع وتلذذ، وأن يغلب على ظنه الإجابة فيما لو أعجبته.
لكن ينبغي أن لا يعتمد الخاطب على الصورة فقط، لأن الصورة لا تعطي حقيقة الأمر، وإنما هي تقريبية ونسبية.
أما السنة فهي النظر إلى المخطوبة مباشرة لحديث النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم أن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- خطب امرأة، فقال له النبي ﷺ: “هل نظرت إليها؟” قال: لا. قال: “انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما” حسنه الترمذي، وقال الهيثمي في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات، ومعنى (يؤدم): يوفق ويؤلف.
والذي نؤكد عليه هو الحذر من الاسترسال في الحديث عبر الشات حتى لا يقعا فريسة للشيطان وبخاصة إذا كان من تصريح أو تلميح بخطبتها فإن النفس بطبيعتها وفطرتها ستجد وميلا وشوقا مما قد يدفع إلى ما لا يحمد عقباه ولا خير في أمر يبدأ بمعصية الله عز وجل..
فإن كان الشاب يرى في الفتاة الصفات الصالحة فلا يتردد ويقدم ولا يدع للشيطان بابا يلج منه ليقوده إلى معصية الله عز وجل..