التزام المرأة المسلمة بارتداء الزي الإسلامي السابغ الذي لا يشف ولا يصف، هو من باب المأمورات الشرعية التي لا تخضع لإقناع أو لهوى، لقوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب : 36]. ويقول جل شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء : 59].
فمتى بلغت الفتاة سن الحيض فلا فرق في التكاليف الشرعية بينها وبين من بلغت من الكبر عتيا، فإذا كانت الفتاة قد أتاها دم الحيض ويقينا أمها تعلم ذلك، ففي هذه الحالة لا يجوز بحال التساهل معها في أمر الحجاب، ولكن لا مانع أن يتحدث معها أبويها ويسمعونها محاضرات في فضل الحجاب وأهميته، حتى ينشرح صدرها وتكون على بينة من أمرها، وقبل الحديث عن أهمية الحجاب وأهميته يجب أن تفجر ينابيع الإيمان في قلبها فمتى امتلأ قلبها بحب الله وخشيته، وفهمت معنى عبوديتها لله عز وجل وأنها موقوفة بين يديه سبحانه وعن أعمالها مسؤولة فساعتها لن تكون بحاجة إلى إقناعها لأن فهمها لمعنى العبودية سيجلها تنطلق من تلقاء نفسها تتلمس الطريق الذي يقربها من رب العالمين.
ولكن ليس معنى كلامنا أن نأخذها بشدة ولكن يجب الإصرار على ارتداء الحجاب ويكون الحديث معها بالتي هي أحسن وقبل كل ذلك يتضرع إلى الله تعالى بهذا الدعاء (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان : 74].