للمسلم أن يصلي التراويح على أن يكون الجهر بالقدر الذي يسمع به نفسه؛ حتى يبعد عن الرياء والسمعة، وليأخذ لنفسه منهجا وسطا بين الجهر والإسرار كما في الآية الكريمة: “ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا..” الآية.

فقد ورد في سبب نزول الآية -والوقوف على سبب النزول يعين على فهم وتفسير الآية-
أن النبي () مرَّ على أبي بكر فوجده يصلي ويسر في صلاته، ومر على عمر فوجده يجهر في صلاته. فلما سألهما النبي ()؛ قال أبو بكر: “لقد أسمعت من ناجيت”، وقال عمر: “أسمع اليقظان، وأطرد الوسنان”. فأوصى النبي أبا بكر بأن يرفع صوته قليلا، وأوصى عمر أن يخفض قليلا، ونزلت الآية.

فالجهر بالقراءة في صلاة التراويح الجهرية كالفجر والأولى والثانية في المغرب والعشاء سنة للإمام والمنفرد، ومن أسرَّ فلا حرج عليه، لكنه قد ترك السنة.

وإذا رأى المنفرد أن الإسرار أخشع له فلا بأس، لأنه ثبت عنه أنه كان في صلاة الليل ربما جهر وربما أسر كما ذكرت ذلك عائشة رضي الله عنها عنه عليه الصلاة والسلام.

أما الإمام فالسنة له الجهر دائماً اقتداء بالنبي ، ولما في ذلك من نفع الجماعة لإسماعهم لكلام الله سبحانه سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلا.